الرفاعية: هي طريقة صوفية ينتشر أتباعها في العراق ومصر وسوريا وغرب آسيا، لهم راية بالَّلون الأسود تميزهم عن باقي الطرق الصوفية.
وهي تُنسب إلى الفقيه الشافعي الأشعري، أحمد بن علي الرفاعي (512 هـ - 578 هـ)، وله ألقاب عدّة كـ (أبو العلمين) و(شيخ الطرائق) وغيرها.
ولقد حكى الرفاعيون حكايات عديدة عنه، وأحاطوه بهالة وأساطير طريفة وعجيبة منذ ولادته، بل وما قبل الولادة وبعدها، فتلك الحكايات تُنبأ وتُخبر عن ذلك الاختلاق والاختراع وعدم صحة ما سطروه، فيقال عنه مثلاً: (... وكان يشرب اللَّبن إلى أن قدم رمضان، فتقيّد عن شرب الَّلبن نهاراً إلى أن جاء العيد فشرب الَّلبن)[1].
وقد عدَّ أصحابه من معاجزه المختلقة أيضاً: فإنه يروى أنه كان إذا احتاج لبيته أو لضيفه عسلاً أو لبناً أو غير ذلك فيقول لمن معه: خذ هذا الإبريق وأملأه من ماء النهر، فيملأه فيجده عسلاً أو لبناً أو غير ذلك على وفق ما يحتاج إليه[2].
وكان كثيراً ما يقول لجماعته: (يموت شخص من عباد الله في ثامن صفر سنة 27، فكل من أخذ من ماء غسله شيئاً ووضعه عنده في قنينة، ومسَّ منه الأبرص أو الأجذم أو الأعمى، شفي من مرضه أو عماه، فما عرفوا أنه يعني نفسه، إلا يوم مات، فلم يقع من ماء غسله على الأرض نقطة، وقد صبّوا عليه نحو أربعين إناء، فكان يقال: أن رجال الغيب كانت تغترف ماء غسله، وكانت وفاته ثامن صفر سنة 927، كما أخبر هو عن نفسه) المصدر السابق، وغيرها الكثير من تلك الكرامات المزعومة.
ومبادئ الطريقة الرفاعية تقوم على العمل بمقتضى ظاهر الكتاب والسنة، ثم أخذ النفس بالمجاهدة والمكابدة، والإكثار من الذكر، وقراءة الورد، وذلك وفق إرشادات الرفاعي وتوجيهاته، مع ضرورة التسليم والانقياد له، والانصياع لأوامره، وعلى المريد أن يتمسك بالكتاب والسنة وتعاليم الرفاعي، والسير على خطى السلف، وعلى المريد التعري عن الدنيا وجعلها خلف ظهره، ومجابهة متطلبات النفس، وتحمل البلاء، واجتناب الجفاء.
وقد اشتهر عن بعض أتباع الرفاعي قيامهم بأفعال عجيبة كاللعب بالثعابين، وركوب الأُسود، والدخول في النيران المشتعلة دون أن تحرقهم أو تُؤثِّر فيهم، فهذا مما لم يكن معروفاً في عهد الرفاعي، لكنها استُحدثت بعد وفاته، وهذا من السحر والدجل، فقد قال الذهبي فيهم: (ولكن أصحابه فيهم الجيد والرديء، وقد كثر الدجل فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذت التتار العراق..)[3].
وقال ابن خلكان عنهم أيضاً: (ولأتباعه أحوال عجيبة من أكل الأفاعي وهي حية، والنزول إلى التنانير وهي تضطرم من النار فيطفؤونها)[4].
المصدر: مجلة اليقين العدد (34)