الفضل ابن عباس

اسمه وكنيته ونسبه:

أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد، الفضل بن عباس بن عبد المطّلب.

ولادته:

لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه كان من أعلام القرن الأوّل الهجري، ومن المحتمل أنّه ولد في مكّة المكرّمة باعتباره مكّي.

جوانب من حياته:

* غزا مع رسول‏ الله (صلى الله عليه وآله) مكّة وحُنيناً، وثبت يومئذٍ معه حين ولّى الناس منهزمين، وشهد حجّة الوداع.

* روى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدّة روايات.

* لمّا خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المسجد في مرض وفاته اعتمد عليه وعلى أمير المؤمنين (عليه السلام)[1].

* أمره الإمام علي(عليه السلام) أن يناوله الماء في غسل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، بعد أن عصّب عينيه إشفاقاً عليه من العمى[2].

ولاؤه للإمام علي(عليه السلام):

كان (رضي الله عنه) من المخلصين في ولائهم للإمام علي(عليه السلام)، ومن المدافعين عن حقّه في الخلافة.

روى محمّد بن إسحاق: إنّ أبا بكر لمّا بُويع افتخرت تيم بن مرّة، قال: وكان عامّة المهاجرين وجلّ الأنصار لا يشكّون أنّ عليّاً هو صاحب الأمر بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقال الفضل بن العباس: (يا معشر قريش، وخصوصاً يا بني تيم، إنّكم إنّما أخذتم الخلافة بالنبوّة، ونحن أهلها دونكم، ولو طلبنا هذا الأمر الذي نحن أهله لكانت كراهة الناس لنا أعظم من كراهتهم لغيرنا، حسداً منهم لنا، وحقداً علينا، وإنّا لنعلم أنّ عند صاحبنا عهداً هو ينتهي إليه)[3].

رديف رسول الله (صلى الله عليه وآله) على مركبه:

روى الإمام الصادق عن أبيه(عليه السلام) قال: «قال الفضل بن العباس: أُهدي إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بغلة، أهداها له كسرى أو قيصر، فركبها النبي(صلى الله عليه وآله) بجل من شعر وأردفني خلفه، ثمّ قال لي: يا غلام، احفظ الله يحفظك، واحفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله (عزّ وجل) في الرخاء يعرفك في الشدّة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله (عزّ وجلّ)، فقد مضى القلم بما هو كائن، فلو جهد الناس أن ينفعوك بأمر لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهدوا أن يضرّوك بأمرهم لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فاصبر، فإنّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ مع العسر يسراً، إنّ مع العسر يسراً»[4].

شعره:

كان (رضي الله عنه) شاعراً مُجيداً، شهد له بذلك الإمام علي (عليه السلام)؛ إذ قال له: «أنت شاعر قريش وفتاها»، كما قال له: «أنت أشعر قريش»[5].

وفاته:

لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ وفاته ومكانها، إلّا أنّ السيّد علي خان المدني ذكر اختلاف المؤرّخين في تاريخ وفاته[6].

مجلة بيوت المتقين العدد (74)

 


[1] الإرشاد ـ الشيخ المفيد: ج1، ص182.

[2] إعلام الورى ـ الشيخ الطبرسي: ج1، ص269.

[3] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج1، ص21.

[4] مَن لا يحضره الفقيه، الصدوق: ج3، ص412.

[5] وقعة صفّين، ابن مزاحم المنقري: ص417.

[6] اُنظر: الدرجات الرفيعة: ص143.