من عدالة الدين الإسلامي وحكمة تشريعاته أن كرّم المرأة باعتبارها فرداً للإنسان حالها حال الرجل، وأنقذها من الهوان الذي كانت تعيش أحكامه وآثاره في المجتمعات الجاهلية التي كانت تعاملها كمتاع، أو كعنصر ثانوي في الحياة الإنسانية، فأعاد الإسلام شأنها المهم في المجتمع وضمن لها حقوقاً كما ضمن للرجل، ووضعها موضع الشراكة في الحياة مع قرينها الرجل، ومن تلك الحقوق حق العمل لكسب العيش أو لنشر الدين وترويجه، ولأغراض أخرى، غاية ما في الأمر أن يحفظ هذا العمل كرامتها ويصون عفّتها.
ولتحقيق هذه العفّة والحشمة هناك أمور ينبغي للمرأة مراعاتها عند ممارسة العمل، منها:
اختيار العمل الذي يتناسب مع طبع المرأة وصفاتها الخَلقيّة والخُلُقيّة، فطبع المرأة رقة المشاعر ورهف الأحاسيس فينبغي لها اختيار العمل الذي يبعدها عن إهانة الآخرين لها، فربّما يكون الرّجل أكثر قدرة على مواجهة النّاس بسبب قدرته على الانتصار لنفسه.
ومنها: إن بعض الأعمال تحتاج قوّة جسديّة في الشخص العامل، وهذا لا يناسب المرأة بكلّ تأكيدٍ لأنّ خلقها ضعيف لا يحتمل رفع الأثقال والأحمال.
ومنها: نظافة بيئة العمل من الريبة والشبهات الأخلاقية التي لا يؤمن فيها الانحراف، وغالباً ما ينتج ذلك من الاختلاط بالرجال، ذلك المصحوب بالمفاكهة وتبادل الكلام والنظر بين الطرفين، وهذا من أهم الضوابط الذي ينبغي مراعاته في عمل المرأة؛ لقربه من الانحراف والفساد، وما أكثر ما حصل ذلك عند إهمال هذا الموضوع، فلا تعمل في بيئة صغيرة أو كبيرة لا تأمن فيها على نفسها، ونحن نعاني في وقتنا الحاضر وجود الكثير من ضعاف النّفوس من الرّجال الذين يتحيّنون الفرص للنّيل من أعراض النّساء والتّحرّش بهنّ من أجل إرضاء نزواتهم وانحرافاتهم.
ومنها: يوصي بعض المربين أن المرأة إذا لم تكن في عوز مادي يضر بحالها فلا داعي لخروجها إلى العمل وأن تتبنى مباشرة تربية الأجيال وصناعة النّشء الصّالح الذي يخدم أمّته ودينه، ولذلك لا ينبغي للمرأة أن تخرج إلى العمل ترفاً وبدون حاجة ضروريّة تستدعي ذلك، ومع اضطرارها لذلك فينبغي لها أن تضع هدفاً صحيحاً، ورسالة تؤدّيها في المجتمع.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (40)