رفقاً بالقوارير

ما إن تستبشر الناس بدخول هلال شهر رمضان حتى يبدأ نمط الحياة بالتغيّر بنسبة كبيرة، فترى أن السلوكيات والأخلاق تتغير نحو الإيجاب، لأن روحية الشهر المبارك تُلقي بظلالها على الصائمين، وتضفي عليهم السكينة والطمأنينة والراحة النفسية، وهذا ما يلمسه كلّ مسلم في صيامه، فهو شهر التغيير حقّاً.

 لكن بعض الناس - وخصوصاً بعض الرجال - يتحولون في الشهر الفضيل إِلى قطعة مشتعلة من النار في بيته وبيئته، ولا يتحملون أبسط الأمور التي يتعرضون لها في شهر رمضان المبارك، فترى أنهم ينفعلون من نوع طعام لا يرغبونه، أو أكلّة لم ترق لهم، أو تأخير في الطبخ والإعداد، فينفجرون في ساعة الإفطار التي هي من أكرم الساعات عند الله تعالى، لأنها ساعة إجابة الدعاء وقبول الصيام وفرحة الصائمين، فيشتمون نسائهم، أو يضربونهن، أو يصل الحال إلى الطلاق ربما! فأي معنى يعطونه لشهر رمضان بتصرفاتهم وسلوكياتهم هذه؟ وهل جزاء إحسان المرأة وتعبها لساعات طوال في إعداد الطعام وتجهيزه للعائلة وهم بين نائم متنعم بنومته، أو جالس يتفرج على التلفاز؟

 فينبغي على الرجال أن يعينوا نسائهم ويغيروا عاداتهم السيئة من خلال ما يلي:

1-   مشاركة الأم والزوجة في إعداد الطعام وغيره ولو بالقليل، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله لعليٍّ (عليه السلام): «مَا مِنْ رَجُلٍ يُعينُ امرأتَهُ في بيتِها إِلاّ كَانَ لَهُ بِكلّ شَعْرةٍ عَلى بَدَنهِ عِبادةُ سَنَةٍ، صِيامُ نَهارِها وقيامُ ليلِها، وأَعطاهُ اللهُ تَعالى من الثَّوابِ مِثلَ مَا أَعطاهُ الصَّابرينَ داودَ النَّبيَّ، ويَعْقوبَ، وَعِيسى(عليه السلام)»[1].

2-   تبديل الأخلاق والآداب السيئة مع البيت والزوجة إلى الأفضل، فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): «أَيُّهَا النَّاسُ! مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ، كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الأَقْدَامُ»[2].

3-   إسماع الزوجة كلّاماً طيباً إذا لم تكن قادراً على المساعدة والعمل، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «قَوْلُ الرَّجُلِ للمرأةِ إِني أُحِبُّكِ لا يَذْهبُ مِنْ قَلْبِها أَبَداً»[3].

وأخيراً: من أكثر الأعمال التي يعذب عليها الرجل في قبره هي سوء خلقه مع عياله!

المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (28)

 


[1] جامع الأخبار: ص276.

[2] وسائل الشيعة، الحر العاملي: ج7، ص227.

[3] الكافي، الشيخ الكليني: ج ٥، ص٥٦٩.