ذكر العلامة المجلسي قصة لشخص تشرّف بلقاء الإمام الغائب فقال فيها: (قال: وكنت قبل هذه الحكاية بقليل قد تشرّفت بزيارة مولانا الرضا(عليه السلام) فقلت له: يا سيّدنا قد زرت الرضا علي بن موسى(عليهما السلام) وقد بلغني أنّه ضمن لزواره الجنّة، هذا صحيح؟ فقال(عليه السلام): هو الإمام الضامن، فقلت: زيارتي مقبولة؟ فقال(عليه السلام): نعم مقبولة)[1].
يتهلل يوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة، من سنة 148 للهجرة النبوية المباركة، بنور جديد للإمامة ينشر بركته على الكون يزيّن السماء وتخرج الأرض بركاتها ويسعد الوجود بالسرور والخير، ذلك وجه شمس الشموس الإمام الضامن، ثامن أئمّة الهدى، وشراع من أشرعة سفينة النجاة مولانا الإمام الرضا علي بن موسى الكاظم عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام.
يا مولانا يا سيّدنا وهذا شهر ذي القعدة الحرام، وهو شهرك المنسوب إليك، فولادة أُختك المعصومة فاطمة بنت الإمام الكاظم(عليه السلام) تزيّن اليوم الأول من الشهر، وولادتك يوم الحادي عشر منه، وينختم بشهادة ولدك الإمام الجواد(عليه السلام).
كما أنَّ هجرتك إلى خراسان التي اضطررت إليها كانت في هذا الشهر، فجميع مناسبات هذا الشهر متعلّقة بك سيّدنا ومولانا، يا جنّة الشيعة المؤمنين، وكيف لا تكون كذلك وقد شهد لك بها أئمّة الهداية(عليهم السلام) فقد قال عنك ولدك الإمام محمد التقي(عليه السلام): «إنَّ بَينَ جَبَلَي طُوسَ قَبضَةً قُبِضَتْ مِنَ الجَنَّةِ، مَن دَخَلَها كانَ آمِنا يَومَ القِيامَةِ مِنَ النارِ»[2].
يا شفيع المحبين الموالين، وأنت القائل «فَمَنْ زَارَنِي فِي غُرْبَتِي كَتَبَ الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَجْرَ مِائَةِ أَلْفِ شَهِيدٍ وَمِائَةِ أَلْفِ صِدِّيقٍ وَمِائَةِ أَلْفِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ وَمِائَةِ أَلْفِ مُجَاهِدٍ وَحُشِرَ فِي زُمْرَتِنَا وَجُعِلَ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ رَفِيقَنَا»[3].
يا سيّدنا ومولانا إنّا تشفّعنا وتقرّبنا بك إلى الله فاشفع لنا عند الله، وسلام عليك يوم وُلدت ويوم اسُتشهدت ويوم تبعث حيّاً.
مجلة ولاء الشباب العدد (51)