يُنقل عن العالم الكبير الشيخ زين الدين المازندراني (رحمه الله)، الذي كان من المراجع الكبار قبل قرنٍ من الزمان تقريباً، أنه قصد زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) مع جماعة من أصحابه، وفي أثناء الطريق التحق بهم سيد فقير وطلب من الشيخ شيئاً من المال يصلح به أمره.
قال له الشيخ: إنني الآن لا أحمل معي من المال شيئاً، فإذا رجعت من الحرم الشريف تعال إلى داري حتى أعطيك ما تحتاجه.
لكنه أخذ يصرّ في طلبه، ولما لم ير من الشيخ جواباً بصق في وجه الشيخ، مما سبب إثارة الذين كانوا معه، فأرادوا تأديبه وضربه، لكن الشيخ منعهم عن ذلك، ومسح بيده البصاق الذي كان على وجهه، وقال: إني أرجو أن لا تمس وجهي النار يوم القيامة ببركة بصاق واحد من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم توجه إلى السيد وقال: تعال إلى البيت بعد رجوعي من الحرم حتى أعطيك ما قسم الله لك، وذهب إلى الحرم الشريف.
وفي هذا الصدد ننقل كلام للإمام علي (عليه السلام) لتعم الفائدة أكثر.
قال الإمام علي (عليه السلام): (الصّبرُ أن يحتَمِلَ الرّجلُ ما ينُوبُهُ ويكظِمَ ما يُغضِبهُ)[1].
وعنه (عليه السلام): (الصَّفْحُ أن يَعْفُوَ الرجل عمّا يُجْنى عليه ويَحْلُمَ عمّا يُغِيظُهُ)[2].