ونعتقد: أنّ الاِمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش، ما ظهر منها وما بطن، من سنِّ الطفولة إلى الموت، عمداً وسهواً.
كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان؛ لاَنّ الاَئمّة حفظة الشرع، والقوَّامون عليه، حالهم في ذلك حال النبي، والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الاَنبياء هو نفسه يقتضينا أن نعتقد بعصمة الاَئمة، بلا فرق[1].
ليس على الله بمُستنكَرِ أنْ يَجمعَ العالَمَ في واحدِ [2]
[1] ولو لم يكونوا معصومين لما كانوا يستحقّون أن يكونوا خلفاء النبي صلىاللهعليهوآله، ولاَنّ عدم عصمتهم يلزم منه التسلسل؛ حيث أنّ سبب الحاجة إلى الامام بعد النبي هو عدم عصمة الناس، فيحتاجون إلى من يرشدهم ويدلّهم على الطريق السوي، فإذا لم يكن هذا المرشد معصوماً لاحتاج إلى غيره، وهذا يؤدّي إلى وجوب وجود ما لانهاية من الاَئمة.
راجع: أوائل المقالات - للشيخ المفيد - القول 37، تجريد الاعتقاد: 222.
[2] البيت لاَبي نواس في ديوانه، راجع: دلائل الاعجاز: 196 (218) و: 424 (499)، و: 428 (502).