عمل المرأة في الأماكن العامة انعكاس خطير على كرامة المرأة

يعتبر العمل والكسب المالي للإنسان - الذكر والأنثى - من أهم الروافد المعيشية لديمومة الحياة بالشكل الأفضل، وهو حقٌّ مكفولٌ لكلا الجنسين، إذ لم يُعارِضِ الشارعُ المقدس ولا أعرافنُا الاجتماعية عملَ المرأة في بعض ميادين الحياة إجمالاً، نعم حبب الشارع المقدس لها أن تكون مهتمةً لتربية أولادها، وصيانة أسرتها، وحسن تبعلها، وترك أمور المعيشة في رقبة الزوج.

وربما في ظروف استثنائية تُحتّم على بعض النساء الخروج إلى العمل، والكدّ والكسب لأجل إعالة أسرهن، وأيتامهنَّ، بسبب تصاعد وتيرة وفيات الأزواج والطلاق، وبالتالي فقدان المعيل والكفيل.

وهذا ليس عيباً، ولا تخلٍ عن الكرامة، وإنما هو معالجة ظروف طارئة واستثنائية قاهرة، ومحاولة تمشية الحياة على جادّتها الصحيحة، دونما أي توقف، كما حدث ذلك إبان حروب النظام البائد، الذي استلمت فيه النساء مسؤولية الأسرة والإعالة، فعملنَ وجاهدنَ، دونما أي مساس بالكرامة، فخرجنَ من الأزمة بنجاح وشرف.

لكن وللأسف الشديد، ظهرت على ساحتنا العراقية بعض الحالات السلبية التي تخصّ النساء، وهي عمل شريحة منهنَّ في المقاهي أو ما يسمى بـ(الكوفي شوب)، وذلك بتقديم الخدمات للزبائن ومخالطتهم ومفاكهتهم، وليت الأمر يقف عند هذا الحدِّ - وإن كان هو مصيبة - بل تطور إلى أبعد من خدمات الظاهر وتقديم الشاي أو الكابتشينو! فهناك علاقات غير شرعية تمارس تحت غطاء العمل في الكوفي شوب، وبعلم القائمين على تلك الأماكن مع الأسف!

فهل هذا العمل يتناسب وكرامة المرأة وعزتها؟

وهل صعوبة الحياة والمعيشة بهذا الحدِّ الكبير الذي يدفع بالفتيات المراهقات بالعمل بتلك الأجواء المكهربة بالشباب؟

وهل انخدعتْ العوائل وتلك الفتيات بتلك المهن والأعمال بعدم علمهم ما وراء الكواليس من مصائب؟

الأمر متروكٌ للأحرار، والشرفاء، والسلطات المعنية بهذا الأمر، لعلاج هذه الظاهرة السيئة، والوقوف عند أسباب ظهورها وانتشارها.

وأخيراً نشكر مجلس محافظة واسط على تصويته بمنع عمالة الفتيات في المقاهي والكوفي شوب في 25نيسان/2017.

المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (31)