قال السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره): إن الثابت عندنا أنهم جاؤوا بالحطب، ليحرقوا البيت. فقالوا: إن فيها فاطمة، فقال: وإن.
وقال (قدس سره): وكأني بها، وقد أصلى ضلعها الخطب، ولاع قلبها الكرب، ولعج فؤادها الحزن، واستوقد صدرها الغبن، حين ذهبت كاظمة، ورجعت راغمة، ثم انكفأت إلى قبر أبيها باكية شاكية قائلة:
قد كـــان بعدك أنـباء وهنبـثة لو كنت شاهدها لم تكثر الخطـب
إنا فقدنـاك فقد الأرض وابلها واختلّ قومك فاشهدهم فقد نكبوا
فليت بعدك كان الموت صادفنا لما قضيت وحالت دونك الكثـب
ولم تزل - بأبي هي وأمي - بعد أبيها (صلى الله عليه وآله) ذات غصة لا تساغ، ودموع تترى، من مقلة عبرى، قد استسلمت للوجد، وأخلدت في بيت أحزانها إلى الشجون، حتى لحقت بأبيها، معصبة الرأس، قد ضاقت عليها الأرض برحبها[1].