قال عنه أمير المؤمنين(عليه السلام): (ليتَ أنَّ في جندي مائة مِثلك يا خزاعي)[1].
أسمه ونسبه:
عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن ذراح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي.
سيرته:
عمرو بن الحمق الخزاعي، صحابيّ جليل من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمير المؤمنين، والإمام الحسن (عليه السلام). أسلم بعد الحديبية، وتعلّم الأحاديث من النبي (صلى الله عليه وآله)، كان من الصفوة الذين حرسوا (حقّ الخلافة) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوقف إلى جانب أمير المؤمنين (عليه السلام) بإخلاص.
اشترك في ثورة المسلمين على عثمان، ورفع صوت الحقّ إزاء التغيّرات الشاذّة التي حصلت في ذلك العصر.
إيمان مطلق:
بعد مقتل عثمان وتولي أمير المؤمنين(عليه السلام) الخلافة شهد عمرو بن الحمق حروب أمير المؤمنين الثلاث: الجمل وصفين والنهروان، وساهم فيها بكلِّ صَلابَةٍ وثبات، وكان ولاؤه للإمام عظيماً، حتى قال له (عليه السلام): (ليتَ أنَّ في جندي مائة مِثلك يا خزاعي)، ففي وقعة صِفِّين قال عمرو بن الحمق لأمير المؤمنين (عليه السلام): (إِنِّي والله يا أمير المؤمنين، ما أجبتك، ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك، ولا إرادة مال تؤتينيه، ولا التماس سلطان يُرفَع ذكري به، ولكن أحببتُك لِخِصال خمس: إنك ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأوّل من آمن به، وزوج سيِّدة نساء الأُمَّة فاطمة ((عليها السلام)) بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، وأبو الذرّيّة ألتي بقيت فينا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأعظم رجلٍ من المهاجرين سَهماً في الجهاد، فلو أنِّي كُلِّفت نقل الجبال الرواسي، ونزح البحور الطوامي، حتى يأتي عليَّ يومي في أمر أقوِّي به وليَّك، وأوهن به عدوَّك، ما رأيت أني قد أديت فيه كل الذي يحقّ عليَّ من حقك). فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): (اللَّهُمَّ نَوِّر قلبَه بالتقى، واهدِهِ إلى صراط مستقيم)[2].
عمرو بصير بمصيره:
كان عمرو يقول في حياته: والله لو كنت حَجَر في جوف حَجَر لاستخرجني... حدثني بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله).... إنّ رأسي أول رأس يُنحر في الإسلام ويُنقل من بلد إلى بلد[3].
وقد قُتل سنة 50 هـ، بعد أن سجنوا زوجته بغية استسلامه، وأُرسل برأسه إلى معاوية، وهو أوّل رأس في الإسلام يُحمَل من بلد إلى بلد.
ثم بعث معاوية برأسه إلى زوجته آمنة بنت الشريد وكانت في سجنه فألقي في حجرها فوضعت كفّها على جبينه ولثمت فمه وقالت: (سترتموه عني طويلا - وأهديتموه إلي قتيلا - فأهلا - وسهلا - من هدية غير قالية ولا مقلية...)[4].
مجلة بيوت المتقين العدد (45)