جوابنا: نعم يعلم، وكيف لا يعلم؟! وهو الذي يجب أن ينصّ عليهم؛ لأنّ الإمامة والخلافة جَعلٌ من الله تعالى، ولا أَحد يعلم بمراد الله تعالى وأمره على الأرض سوى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وبالتالي فإنّه قد ثبت نصّه متواتراً بخلافة الإمام عليّ(عليه السلام) من بعده، ومن ثمّ الحسن والحسين(عليه السلام)، ومن ثمّ تسعة أئمّة من ولد الحسين(عليه السلام).
ففي الكافي، قال: عن أبان، عن سليم بن قيس، قال: شهدت وصيّة أمير المؤمنين (عليه السلام) حين أوصى إلى ابنه الحسن(عليه السلام)، وأشهد على وصيّته الحسين(عليه السلام)، ومحمّداً وجميع ولده، ورؤساء شيعته وأهل بيته، ثمّ دفع إليه الكتاب والسلاح، وقال لابنه الحسن(عليه السلام): «يا بني! أمرني رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن أُوصي إليك، وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي، كما أوصى إلَيَّ رسول الله ودفع إلَيَّ كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك: إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين(عليه السلام)».
ثمّ أقبل على ابنه الحسين(عليه السلام)، فقال: «وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك هذا»، ثمّ أخذ بيد عليّ بن الحسين(عليه السلام)، فقال لعليّ بن الحسين: «وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك محمّد بن عليّ، واقرأه من رسول الله ومنّي السلام»[1].
وحديث لوح فاطمة(عليها السلام)، الذي يرويه جابر بن عبد الله الأنصاري، وكذلك الإمام الباقر(عليه السلام) عن فاطمة(عليها السلام) ينصّ على الأئمّة(عليهم السلام) بأسمائهم الشريفة واحداً بعد الآخر[2].
هذا بالإضافة إلى إجماع الطائفة على تواتر نص النبيّ(صلى الله عليه وآله) على الأئمّة الإثني عشر(عليهم السلام) من عليّ(عليه السلام) إلى المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، كما قال الشيخ المفيد، والصدوق، والعلاّمة الحلّي، والتستري، وغيرهم الكثير.
مجلة اليقين العدد (37)