جامع الأحمدية في بغداد

جامع الأحمدية في بغداد

التسمية وتاريخ البناء:

قد عُـرف بجـامع الميـدان لأنـه يـطل علـى ساحة الميدان، ولوقوعه في محلة المـيدان، وهـي مـن مـحلات مـديـنة بغداد القديمة، كما عُرف بجامع الأحمدي نسبة إلى بانيه أحمد باشا كتخدا سليمان باشا الكبير الذي حكم العراق ما بين سنة (1193 - 1227هـ). أمر أحمد باشا بإنشاء هذا الجامع عام (1210هـ/1795م)، ولم يكتمل البناء في عهده، وأكمله من بعده أخوه عبد الله آغا. وقد مرت على المبنى أحداث كثيرة منها، قيام الوالي داود باشا بتجديد الكتابات والنقوش القائمة على واجهة المبنى سنة 1247هـ/1831م.

وفي عهد الوالي مدحت باشا هدمت غرف المدرسة وأضيفت أرضيتها إلى الشارع العام، كما جدد بناء بيت الصلاة سنة (137هـ/1893م) استناداً إلى كتابة مدونة على رقبة قبة بلاط المحراب، وفي العهد الملكي أمر الملك فيصل الأول أن يخصص هذا الجامع لصلاة الجمعة فقط.

شكل البناء:

يقوم مبنى الجـامع على قطعة من الأرض مستطيلة الشكل تقدر مساحتها بـ (3344م)، تحتوي على بيت للصلاة مساحته 240م، أقيمت فيه أربع دعائم ضخمة، وضعت هذه الدعائم بحيث تشكل ثلاث بلاطات، أوسعها البلاطة الوسطى (القاعة الوسطى) بلغ عرضها 11م وعرض البلاطة الجانبية 3.7م، وبلغ ارتفاع هذه الدعامات من مستوى أرضية المصلى إلى أرضية المحفل المحيط ببلاطة المحراب أربعة أمتار، وتستمر هذه الدعائم في الارتفاع من فوق أرضية المحفل، وقد أدت إضافة هذه الدعائم إلى حدوث ممرات بينها، أقيم فوقها المحفل المحيط ببلاطة المحراب، وارتكزت على الدعائم عقود مدببة ربطت بين الدعائم وبين جدران بيت الصلاة، أقيم بعضها بشكل عمودي على جدار القبلة وبعضها الآخر موازياً له، ولإحداث التناظر والتناسق في البناء جعل كل عقدين متقابلين متشابهين في الشكل والحجم.

  رقبة القبة:

امتازت رقبة القبة بطولها، وقد قسمت إلى ثلاثة أشرطة، الأوسط منها فتحت فيه نوافذ، بعضها نافذة وبعضها غير نافذة تُوجت بعقود محلات، وترتكز فوق الرقبة قبة من نوع القباب المزدوجة، جعلت القبة الداخلية منخفضة ذات شكل نصف كروي، في حين جعلت القبة الداخلية ذات شكل بصلي، وقد امتازت هذه الأخيرة بالضخامة.

ومراعاة الظروف المناخية لمدينة بغداد، لذا قد جعل سمك الجدران2.5 متراً على غرار جدران جامع الحيدرخانه. كسيت جدران المصلى من الداخل، وعلى ارتفاع متر من مستوى أرضية المصلى، بألواح رخامية، ويتوسط جدار القبلة محراب مجوف أقيم داخل حنِيَّة مجوفة مضلعة تنحرف عن اتجاه القبلة بمقدار ثماني درجات فقط، قطاع تجويفه مخمس، ويتوج نصف قبة مضلعة تطل على المصلى بعقد مبروم، وكسيت واجهة العقد وباطنه ببلاطات خزفية ذات ألوان زاهية ازدانت بكتابات وزخارف نباتية، وإلى يسار المحراب أقيم المنبر، وهو يقوم على قاعدة مستطيلة الشكل تلتصق بجدار القبلة، وقد كسيت جدرانه بألواح من الرخام أزيلت مؤخراً واستبدلت بالآجر الجمهوري.

أما أبواب المصلى فقد فتحت في جدار مؤخرة بيت الصلاة وعددها ثلاثة، أوسعها الأوسط، تطل هذه الأبواب على الرواق القائم أمام المصلى، ويتوج الباب الأوسط بعقد مقصوص جعل فصه العلوي موتوراً، يرتكز العقد على عضادتين من الرخام، وعلى جانبي الباب (نواصي) أقيم عمودان من نوع الأعمدة الحلزونية مصنوعة من قطعة واحدة من الرخام، ويتوج كل عمود بتاج مقرنص.

المصدر: بيوت المتقين (73) شهر جمادى الآخرة 1441هـ