كيف ماتت فاطمة (عليها السلام)؟

أمامك التأريخ أيها المسلم، ودونك المؤلفات والمدونات والسجلات بأجمعها، تتبّع مجموع أيامها قبل زواجها، وعددها في بيت زوجها، سيدة كانت في غضارة الشباب، وزهرة العمر ونضارته، لم يتجاوز من عمرها المبارك العقدين، ترى، هل كانت مريضة؟ هل اشتكت من ألم أو سقم؟ هل ذكر التأريخ لها علّة مميتة؟ هل كانت في تلك الأيام سكتات قلبية أو دماغية، أو أمراض خبيثة؟ هل ثمة حدث طبيعي حصل لها؟

كيف غابت شمس حقيقتها؟ كيف أفل بدرها؟ وما هو سبب الوفاة الذي يسجّل في الطب العدلي لو كان آنذاك؟

وإذا لم نجد سبباً أو علة، تعالوا نسأل زوجها وابن عمها القريب إليها، ونسمع جوابه، وهو يخاطب أباها(صلى الله عليه وآله) بعد دفنها ومفارقتها: «وسَتُنَبِّئُكَ ابنَتُكَ بِتَضافُرِ أُمَّتِكَ عَلَيَّ وعَلى هَضمِها حَقَّها، فَاستَخبِرهَا الحالَ»[1].

نعم تضافر الأمة على ظلمها، ولا ينصرف الأمر إلى غصب الخلافة؛ فإنّه ظلم لزوجها وليس مباشراً لها.

يقول ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج 1٤، ص193 في قصة خروج زينب بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة ومتابعة الكفار لطلبها، فأدركها هبار بن الأسود فروّعها، وكانت حاملاً فطرحت ما في بطنها، فلذلك أباح رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة دم هبار، يقول ابن أبي الحديد قرأت هذا الخبر على النقيب أبي جعفر، فقال: (إذا كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) أباح دم هبار؛ لأنّه روّع زينب فالقت ما في بطنها، فظهر الحال أنّه لو كان حياً، لأباح دم من روّع فاطمة(عليها السلام) حتى القت ذا بطنها.

فقلت: أروي عنك أنّ فاطمة رُوّعت فالقت المحسن، فقال: لا تروه عني، ولا تروي بطلانه).

هكذا جرى الحق على لسانه

مجلة ولاء الشباب العدد (57)

 


[1] الأمالي، الشيخ المفيد: ج1، ص282.