المؤلف: محمد جواد بن حسن البلاغي النجفي ولد عام 1282 هـ - 1865م، وهومن مفسّري الشيعة في القرن الرابع عشر الهجري، تتلمذ عند الميرزا محمد تقي الشيرازي(قدس سره)، والآخوند الخراساني(قدس سره). وحضر درسه الكثير من العلماء منهم السيد شهاب الدين المرعشي النجفي(قدس سره)، والسيد أبو القاسم الخوئي(قدس سره).
كان العلامة البلاغي من العلماء المجاهدين، وقد ساهم في ثورة استقلال العراق في زمانه.
كان للشيخ مؤلفات عدّة في مواضيع شتى أشهرها تفسيره الموسوم «آلاء الرحمن في تفسير القرآن».
توفي العلامة البلاغي سنة 1352هـ ودفن في حرم أمير المؤمنين(عليه السلام).
هذا الكتاب (أربع رسائل) هو مجموع أربع رسائل للشيخ البلاغي:
1- مسألة في البداء، هي من أفضل ما كُتب في «الـبَـداء»، فهي بعيدةٌ عن الاختصار المخلّ، والتطويل المملّ، وهي على قصرها فيها غنىً للباحث عن الحقّ عن غيرها، ممّا يثبت ويؤكّد منزلة المؤلّف العلمية السامية، فقد كُتبت بأُسلوب واضح جليّ، وسـبك قويّ، وبُنيت على اسـتدلال جميل ظاهر، ولم تُشحن بالاصطلاحات العلمية والتعبيرات الغامضة التي لا يفهمها الكثيرون، وقد اسـتقصى المؤلّف(قدس سره) فيها كلّ جوانب المسألة، ولم يترك تساؤلاً إلّا وأجاب عنه بالدليل القويّ الرصين.
وكان قد حرّرها(قدس سره) جواباً عن اسـتفسار ورد إليه عن الـبَـداء، فأحسـن وأجاد.
2- نسمات الهدى ونفحات المهدي، وقد ردّ الشيخ البلاغي(قدس سره) في رسالته هذه على افتراءات وشـبهات الدكتور زكي نجيب محمود المصري، التي طعن بها على عقائد الشـيعة الإمامية الاثني عشرية، ولم تك تلك الافتراءات والشـبهات وليدة يومها، أو من بنات أفكاره، فمـا كانت إلاّ صدىً لِما تقوّله مَن سبقه مِن المعاندين المكابرين.. فكشف بذلك عن سوء سريرته، وخبث طويّته، وجرأته على كيل التهم بدون حقّ أو أثارة من علم.
3- البلاغ المبين، قد اتّبع فيه أُسلوباً جديداً لإيصال مفهوم العبودية لله تعالى والغاية من خلق البشر والمسؤوليّات المترتّبة عليهم، وجعله محاورة بين شخصين جمعتهما رفقة سفر، هما: (عبـد الله) و (رمزي)؛ ثمّ أنهى كتابه ـ كعادته ـ بتوقيعِ اسم مسـتعار، هو: عبـد الله.
4- الرد على الوهابية، رد المؤلف في هذه الرسالة على شبهات الوهابية المتكررة ورأيهم في زيارة القبور، والتوسل، والشفاعة، وغيرها، ومما قال الشيخ ممهداً ص212: (فرأيتُ أن أتكلّم معهم بكلمات وجيزة، جارية في نهج الإنصاف، خالية عن الجور والتعصّب والاعتساف، سالكاً سبيل الرفق والاعتدال، ناكباً عن طريق الخرق والجدال، فما المقصود إلاّ هداية العبـاد، والله وليُّ الرشاد).
مجلة ولاء الشباب العدد (37)