وفق فتاوى سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)
حَثّني أبي منذ صغري على أداء الصلاة وعوّدني عليها، وفي بعض الأحيان أرى بعض المصلين يتركون ما اعتدت عليه في الصلاة، فكانت عندي حزمة من الأسئلة لا بد من توجيهها لوالدي لينقذني من حيرتها.
قلت لأبي: بعض المصلين المنفردين لا يُؤذّنون ولا يقيمون لصلاتهم، أليس الأذان والإقامة واجبان في الصلوات اليومية؟
فقال: لا يا ولدي، بل هما مستحبان، لذا أتمنّى ألّا تتركهما في صلواتك الواجبة اليوميّة فتخسر ثوابهما، فهلا أديتهما أمامي؟
فقلت: أقول في الأذان: الله أكبر ـ الله أكبر، أشهد أن...
قال أبي: لا لا يا ولدي خلطت بين الأذان والإقامة.
قلت: وكيف؟
فقال: يبدو أنك نسيت ما علمتك إياه، ففي الأذان تقول:
الله أكبر ـ أربع مرات. لاحظ.
أشهد أن لا إله إلا الله ـ مرتين.
أشهد أنَّ محمّداً رسول الله ـ مرتين.
أشهد أن عليا ولي الله ـ مرتين.
حيَّ على الصلاة ـ مرتين.
حيَّ على الفلاح ـ مرتين.
حيَّ على خير العمل ـ مرتين.
الله أكبر ـ مرتين.
لا إله إلاّ الله ـ مرتين.
وأما الإقامة فتختلف عن الأذان في ثلاثة مواضع:
الأول: تقول في بداية الإقامة: (الله أكبر) مرتين بدلا من أربع.
الثاني: تزيد في الإقامة لفظ (قد قامت الصلاة) مرتين، بعد قولك (حي على خير العمل).
وأما الفرق الثالث: تقول في آخر الإقامة: (لا إله إلا الله) مرة واحدة، لا كما تقولها في الأذان مرتين.
وبقية مقاطع الأذان نفسها هي مقاطع الإقامة.
فقلت: والآن أريد أن أعرف كيفية نطق تكبيرة الإحرام؟
قال: تقول: (الله أكبر). وأنت واقف متوجّهاً نحو القبلة، موضِّحاً لدى نطقك بها صوت حرف «الهمزة» في كلمة «أكبر»، فبعض الناس ينطقون هذه الهمزة شبيهة الواو كأنهم يقولون «الله وكبر»، فحذار أن تنطقها كنطقهم.
فقلت: ومن المصلين لا يقرأ البسملة قبل سورة الفاتحة فهل هذا يؤثر على الصلاة؟
قال: نعم، فهي جزء من السورة، فعليك قراءتها في أوّل كل سورة عدا سورة التوبة.
فقلت: ومنهم من لا يجهر في صلاتي المغرب والعشاء أليس واجباً على الرجال الجهر في القراءة؟
قال: الأحوط وجوباً للرجل قراءة السورتين جهراً لصلاة الصبح والمغرب والعشاء واخفاتاً لصلاتي الظهر والعصر، عدا صلاة الظهر في يوم الجمعة فيستحب الجهر بالسورتين.
فقلت: فما حكم من يجهر في موضع الاخفات أو يخفت في موضع الجهر؟
قال: إذا كان ممن يجهل الحكم أو نسي فقرأ السورتين أو بعضهما بصوت خافت وواجبه الجهر، أو بالعكس، صلاته صحيحة.
فقلت: وهل يجب الاخفات في الركعة الثالثة والرابعة؟
قال: أنت تعلم أن المكلف مخيّر بين أن يقرأ في الركعتين الثالثة والرّابعة سورة الحمد وحدها، أو التسبيحات باخفات الصوت على الأحوط وجوباً، عدا البسملة فيستحب له الجهر بها إماماً كان أو منفرداً، أما المأموم فإن الأحوط لزوماً له ترك الجهر بالبسملة.
فقلت: وهل هناك شيء آخر يخص القراءة؟
قال: نعم، فعند قراءتك متّصلاً دون توقّف الأفصح أن تحرّكَ أواخر الكلمات، كلٌّ حسب موقعها الإعرابي، وإذا وقفت على كلمة فالأفصح أن تسكّنَ آخرها.
ويجب عليك أيضاً أن تمدّ حرف الألف مدّاً خفيفاً عند قراءة كلمة «الضآلين» آخر سورة الحمد؛ لكي تتحفّظ على أداءِ التشديد والألف بصورة صحيحة.
واحذف همزة الوصل في قراءتك حينما تقع في وسط الكلام لا في بدايته، وأظهِرْ همزة القطع بحيث تبدو على لسانك واضحةً حيثما وقفتَ.
فقلت: مثّل لي لهمزتي الوصل والقطع؟
قال: كهمزات الوصل في (الرحمن، اهدنا)، وهمزات القطع كما في (إيّاك، أنعمتَ).
فقلت: أسمَعك حين تقرأ قوله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم) تكسر حرف النون من كلمة (الرّحمن) وحرف الميم من كلمة (الرّحيم)، بينما أسمع كثيرا من النّاس يقرؤنها بالضمّ وهم يصلُّون.
كما أسمعك حين تقرأ من سورة الحمد: (اِيّاك نعبُدُ) تضمّ الباء من كلمة (نعبُدُ) بينما أسمع بعض الناس يكسرونها وهم يصلوّن.
وحين تقرأ سورة القدر تظهر حرف اللام من قوله تعالى: (أنزلناه)، فبينما اسمع بعض الناس لا يظهرونه وكأنهم يقولون (أنزناه).
قال: أقرأها بحروفها وحركاتها المرسومة في كتاب الله يا ولدي.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (39)