رجع الزوج الى بيته في المساء، فاستقبلته زوجته، ورحّبت به، وقدّمت له الطعام، وبعدها اخذ يسألها عن شؤون البيت وشؤونها وفي اثناء حديثه معها سألها: هل صليتي الظهرين؟
الزوجة : لا
الزوج : لماذا ؟!
الزوجة : جئت من العمل تعبةً جداً ونمت قليلاً، فغلبني النوم حتى خرج الوقت....
الزوج : هل صليتي العشاءين؟
الزوجة : لا!
الزوج : لماذا يا حبيبتي تأخرين أداء الصلاة عن وقتها، تتهاونين فيها، حسنا .. اذهبي وصلّي الظهرين قضاءاً، ولا يفوتك وقت العشاءين ...
في اليوم الثاني يغادر الزوج في رحلة عمل ولكن بعد عدة ساعات يفترض أن يكون قد وصل لم يتصل أو يرسل لها رسالة بأنه قد وصل بالسلامة كما هي العادة عند سفره!
الزوجة تتصل لتطمئن على وصوله بالسلامة، ولا من مجيب وتعيد الاتصال ويرن الهاتف! ولا اجابة
بدأ القلق يأكل قلبها ! هذه ليست عادته .. تعيد الاتصال مرة واثنان وثلاث.. ولا من مجيب! بعد عدة ساعات .. يتصل الزوج أخيراً! والزوجة ترد بلهفه: هل وصلت بالسلامة ..
الزوج : نعم وصلت .. الحمد لله ..
الزوجة : متى وصلت؟!
الزوج : منذ 4 ساعات تقريباً ..
الزوجة بغضب: منذ 4 ساعات ؟ ولم تتصل بي ؟!!!
الزوج: عندما وصلت كنت تعباً جداً ونمت قليلاً ..
الزوجة : لم تكن دقائقاً قليلة ستتعبك إن كلمتني ..
ثم ألم تسمع رنّات الهاتف عندما كنت اتصل ؟!
الزوج : بلا .. سمعته ..
الزوجة : ولم ترد ! لماذا.. ألا تكترث بي ؟
الزوج : كلا ياعزيزتي ..
ولكنك بالأمس لم تكترثي عند سماع الآذان .. نداء الله ..
الزوجة بدموع محبوسة وبعد صمت لم يطل : نعم .. أنت محق.. أنا آسفة ..
الزوج : ليس أنا من عليّ أن أسامحكِ...
اطلبي من الله المغفرة ولا تعودي إلى ذلك ..
فإن جُلَّ ما أريد هو أن يجمعنا الله بقصر في الجنة نبدأ به حياة أبدية ..
منذ ذلك الحين .. لم تؤخّر الزوجة فريضةً واحدةً...
العبرة من القصة: الذي يحبك فعلاً هو الذي يدفعك إلى الأمام في الطريق إلى الله، ثم يقف في طريقك ليمنعك من العودة إلى الوراء.
المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (61)، صفحة (30)