مسجد زاهر في ماليزيا

مسجد زاهر في ماليزيا

 لقد أولت ماليزيا أهمية خاصة وكبيرة للمساجد مما جعلها تتفنن في عمارتها وبنائها الفني الجميل واختيار أجمل الأماكن لإقامتها، لذلك كان من أولويات السياح إلى ماليزيا زيارة هذه المزارات الدينية والفنية الرائعة، وكل من يسافر الى ماليزيا لا يخلو حديثه عن المساجد الجميلة التي زارها في هذا البلد.

ومسجد زاهر هو أحد المساجد الجميلة والرائعة في ماليزيا ويُعد مسجد زاهر اللؤلؤة الثمينة لمدينة آلور سنار عاصمة ولاية قدح في ماليزيا،، وهو من أرقى وأهم المزارات في هذه الولاية الماليزية، وهو أحد العلامات المعمارية المميزة ويصنف على أنه أحد أجمل مساجد العالم، ويقع على مقربة من مركز المدينة بحيث يمكن الوصول إليه بسيارة أجرة أو الحافلات العامة، ويبعد قرابة 430 كم عن العاصمة كوالالمبور، وهو مسجد قديم نسبياً ويتجاوز عمره المائة عام حيث تم بناؤه في عام 1912م، وتبلغ مساحته 11،558 متر مربع، ويتسع المسجد لقرابة 3 آلاف من المصلّين، كما تحيطه حديقة واسعة وجميلة للتنزه وتجمع العائلات.

 يمزج هذا المسجد بين نمط العمارة الماليزية والفارسية وهو المسجد الوحيد في البلاد بقباب سوداء، ويعتمد في سحره على تضاد اللونين الأبيض والأسود، وهو من الخارج يشبه القصور العريقة ومن الداخل تملأه الزخارف ويتكون من قاعة الصلاة الكبيرة التي تعلوها قبة المسجد الرئيسية وأربع شرفات تعلو كل منها قبة أيضاً ليصبح عدد قباب المسجد الزاهر خمس قباب أضافت على المسجد جمالاً ساحراً، وهذه القباب الخمسة هي رمز لأركان الإسلام الخمسة، وأخيراً يعتبر المسجد الزاهر في ولاية قدح في ماليزيا من أجمل التحف الفنية العمرانية في ماليزيا.  

المسلمون في ماليزيا:

ماليزيا: الموقع والمساحة والسكان:

تقع ماليزيا في جنوب شرق آسيا، وتنقسم إلى إقليمين يفصل بحر الصين الجنوبي بينهما، تبلغ مساحة ماليزيا 330803كم مربع، وهي مكونة من 13 ولاية وثلاثة أقاليم اتحادية، عاصمتها كوالالمبور.

يبلغ عدد السكان حسب تقدير عام 2014 حوالي 30073353 نسمة.

ماليزيا دولة متعددة الأعراق، يتكوّن سكانها من ثلاثة أعراق رئيسية هم الملايو ويمثّلون أغلب السكان بنسبة (57%) ويليهم الصينيون (27%)، والهنود (7%)، إضافة إلى بعض الجنسيات الأخرى،

الإسلام هو الدين الرسمي في أغلب الولايات الماليزية وهو أكبر الأديان في ماليزيا، يبلغ عدد المسلمين وفقاً لتعداد السكان عام 2000م، ما يقرب من (60.4%) بينما تشكل البوذية (19.2%)، والمسيحيون يشكلون (9.1%)، فالهندوس بنسبة (6.3%) وباقي الديانات الأخرى تشكّل نسبة (0.2%) من سكان ماليزيا

أما اللغة الرسمية فهي لغة الملايوية، وتستعمل الانكليزية على نطاق واسع، وإلى جانبها الصينية والهندية، والعملة هي الرينكيت الماليزي.

تاريخ الإسلام في ماليزيا:

إن دخول الإسلام إلى ماليزيا كان بسبب وصول بعض المسلمين إلى جنوب شرقي آسيا من أجل الأعمال التجارية، ولقد كان هؤلاء المسلمون متمسكين بالتعاليم الإسلامية وخاصة الأخلاقية منها حيث حملوا معهم هذه الصفات الحميدة إلى تلك البلاد وكانوا قدوة حسنة لغيرهم، وقد عملوا على تطبيق ذلك مما أدى إلى تأثر الماليزيين بهم ودخولهم للإسلام، ثم عمّ الإسلام شبه جزيرة الملايو كلها وما جاورها بعد ذلك، وقد كان مظفر شاه الأول هو آخر ملك هندوسي يحكم قدح؛ إذ اعتنق الإسلام وأسس سلطنة قدح، التي ظلت قائمة حتى اليوم.

وقد توالى اعتناق سكان الموانئ التجارية الساحلية في كل من ماليزيا وإندونيسيا للإسلام بطريقة سلمية، حتى أصبح الإسلام بحلول القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين هو الدين الغالب على شعب الملايو.

وأصبح اسم ماليزيا مرتبطاً ارتباطاً قوياً بالإسلام، على الرغم من أنّ الاستعمار الغربي قد حاول القضاء على الإسلام في المنطقة.

الإسلام والدولة:

مما لا شك فيه أن الإسلام هو أكثر الأديان انتشاراً في ماليزيا على الرغم من تعدد العرقيات والأديان، وينص الدستور الماليزي على أن الإسلام هو دين الدولة، غير أن القانون والتشريع الماليزيين يعتمدان بالأساس على القانون الإنجليزي العام، ولا تطبق الشريعة الإسلامية إلا على المسلمين، ويقتصر تطبيقها في ماليزيا على مسائل الأسرة والشعائر الدينية، وهو ما أدى إلى الكثير من الجدل حول هوية ماليزيا، وهل هي دولة علمانية أم دولة إسلامية.

ورغم أن الإسلام هو الدين الرسمي في ماليزيا إلا أن الحرية الدينية تسمح للناس باعتناق أي دين وأداء الشعائر الدينية، فالملك ورئيس الوزراء وحكام ولايات ماليزيا يجب أن يكونوا مسلمين أما أعضاء مجلس الوزراء فليس بالضرورة.

  الشيعة في ماليزيا:

لم يكن في السابق أي وجود للشيعة في ماليزيا، وأغلب الموجودين اليوم من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) هم أصلاً من أهل السنة وأصبحوا شيعة، لأجل هذا ترى أن الشيعة يمتلكون علاقات جيدة مع أهل السنة، واخذ أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بالتزايد يوماً بعد يوم في ماليزيا حتى تجاوز عددهم اليوم حوالي الـ 30 ألفاً، يسكنون في مناطق مختلفة من ماليزيا، وتتواجد النسبة الأكبر من الشيعة في العاصمة كوالالمبور.

  وتعتبر الأنشطة الدينية للشيعة والشعائر الحسينية بالتحديد محط أنظار العديدين خصوصاً وسائل الإعلام الحكومية التي تنقل فعاليات تلك الشعائر على مدى شهري محرم وصفر، ويذكر أن هناك عدداً من الوزراء في الحكومة الماليزية قد تشيّعوا، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الشيعة في الجيش والحرس الملكي الماليزي، وتوجد عدة مساجد للشيعة في كوالالمبور وجوهور وسرواك، كما تم إنشاء عدد من الحسينيات والمدارس للتعليم الديني، مما أدى إلى تقوية الوعي الديني عند الشيعة في ماليزيا.

 المصدر: بيوت المتقين (39) شهر ربيع الأول 1438هـ