نوف بن فضالة البَكالي

اسمه ونسبه:

نَوف بن فُضالَة البَكالي الحميري، كنيته أبو يزيد ويقال أبو عمرو وقد قيل أبو رشيد.

ولادته:

لم نعثر على تاريخ ولادته.

صحبته للإمام علي(عليه السلام):

عُدّ نوف البَكالي من أصحاب الإمام علي(عليه السلام).

كان حاجب أمير المؤمنين(عليه السلام) وصاحبه، روى عنه بعض خطبه، ومنها قوله: رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام) ذَاتَ لَيْلَةٍ، وقَدْ خَرَجَ مِنْ فِرَاشِه فَنَظَرَ فِي النُّجُومِ، فَقَالَ لِي: يَا نَوْفُ أَرَاقِدٌ أَنْتَ أَمْ رَامِقٌ، فَقُلْتُ: بَلْ رَامِقٌ، قَالَ: يَا نَوْفُ طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا، الرَّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ، أُولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا الأَرْضَ بِسَاطاً، وتُرَابَهَا فِرَاشاً ومَاءَهَا طِيباً، والْقُرْآنَ شِعَاراً والدُّعَاءَ دِثَاراً، ثُمَّ قَرَضُوا الدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ الْمَسِيحِ...)[1].

عن أبي عبد الله الشامي، عن نَوف البَكالي، قال: أتيت أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وهو في رحبة مسجد الكوفة، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك السلام يا نوف ورحمة الله وبركاته، فقلت له: يا أمير المؤمنين عظني، فقال: (يا نوف أحسن يحسن إليك، فقلت: زدني يا أمير المؤمنين، فقال: يا نوف إرحم تُرحم، فقلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: يا نوف قل خيراً تُذكر بخير، فقلت: زدني يا أمير المؤمنين، قال: إجتنب الغيبة: فإنها إدام كلاب النار.

ثم قال: يا نوف كذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة، وكذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يبغضني ويبغض الأئمة من ولدي، وكذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يحب الزنا، وكذب من زعم أنه يعرف الله وهو مُتجرِّء على معاصي الله كل يوم وليلة، يا نوف اقبل وصيتي لا تكونن نقيباً ولا عريفاً، ولا عشاراً ولا بريداً، يا نوف صل رحمك يزيد الله في عمرك، وحسن خلقك يخفف الله حسابك، يا نوف إن سرك أن تكون معي يوم القيامة فلا تكن للظالمين معينا، يا نوف من أحبنا كان معنا يوم القيامة، ولو أن رجلاً أحب حجراً لحشره الله معه، يا نوف إياك أن تتزين للناس وتبارز الله بالمعاصي فيفضحك الله يوم تلقاه، يا نوف احفظ عني ما أقول لك تنل به خير الدنيا والآخرة)[2].

روايته عن الإمام علي(عليه السلام):

وردت في المصادر الحديثية الشيعية روايات عن نَوف يرويها عن الإمام علي(عليه السلام)، ففي نهج البلاغة حِكم وخطب مدونة برواية نَوف البَكالي، كما ورد في بحار الأنوار روايته لخطبة الهمام باختلاف يسير عما ورد في نهج البلاغة، وأيضاً روى مناجاة للإمام(عليه السلام)، وذكر الطوسي في أماليه حديثاً رواه عن علي(عليه السلام) في أوصاف شيعته[3].

وقد روى نَوف من عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي أيوب الأنصاري، وروى عنه أبو إسحاق الهمداني ونُسَير بن ذُعلوق وخالد بن صبيح وعبد الملك بن حبيب الجوني وعمارة بن جوين العبدي وشهر بن حوشب الأشعري، وابو عبد الله الشامي وعبد الأعلى وعلقمة بن قيس[4].

وفاته: كانت وفاته سنة (91هـ).

مجلة بيوت المتقين العدد (98)


[1] نهج البلاغة، تحقيق صالح: ص487.

[2] الأمالي، الشيخ الصدوق: ص278.

[3] الأمالي، الشيخ الطوسي: ص576.

[4] الامالي، الشيخ المفيد: ص132-133.