محنته (صلى الله عليه وآله) في أمته وأتباعه

استمر أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) على هذا المنوال حتى شنّوا عليه الحرب علانية بعد أن قويت شوكة المسلمين، فكانت حرب بدر وأحُد وحُنين، استشهد في أثنائها خيار الصحابة وأكابر السابقين للإسلام، منهم أحد أعزّ المؤمنين على الرسول (صلى الله عليه وآله):

حمزة ابن عبد المطلب (عليه السلام) الذي آذى مصرعه النبي كثيراً، خاصة وأن هند زوجة أبي سفيان قد مثّلت بجسده الطاهر شرّ تمثيل.

ثم ماذا بعد ذلك، هل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أواخر أيامه قد نال راحة من كيد الضالين المضلين؟ إن التاريخ يبين لنا صراحة أنه (صلى الله عليه وآله) لم ينل من أعداء الإسلام إلا مزيداً من المعاناة، فهذا عبد الله بن عباس يبكي على رزية يوم الخميس حينما كان النبي (صلى الله عليه وآله) في مرض الموت، يدعو الناس أن يأتوه بدواة وقلم ليكتب للأمة كتابا يعصمها من الضلال بعده، فيُلقي المنافقون بدلوهم، ويمنعونه من مراده أمام الملأ، فيكثر اللغط والاختلاف في محضر النبي (صلى الله عليه وآله)، إلى درجة أنه (صلى الله عليه وآله) غضب وأمرهم بالخروج من محضره.. ولم يُكتب الكتاب..

وهل انتهت معاناة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد رحيله إلى الملأ الأعلى؟!