الشيخ محمدي ريشهري
الحكمة بصيرة وقدرة على اختيار الصواب، وقد مدح الله الذين حصلوا عليها بقوله: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)[1]، فالحكمة خير كثير، ولا يؤتى هذه المنّة والنعمة العظيمة إلّا أهل العقول الراجحة الذين لا تتلاعب بهم الأهواء والمطامع القبيحة، وكتابنا في هذا العدد عن حِكَم حكيم ذكره القرآن، وذكرته الاحاديث النبوية، وما ورد عن أهل البيت(عليهم السلام) وذكرته كتب التواريخ انه لقمان الحكيم، والكتاب من تأليف العلامة الشيخ محمدي ريشهري، وقد ذكر في كتابه موارد كثيرة لحِكَم لقمان، وتفصيلاً جميلاً عن حياته، وأفرد الكلام لما ورد من القرآن فيه، وما ورد في كتب الحديث والحكماء وغيرها، والكتاب إضافة نوعية للمكتبة الإسلامية فيما يخص هذه الشخصية، وما ورد عنه من الكلام الحكيم، ونقطة مهمّة في الكتاب هي بيان الثابت والمنسوب للقمان الحكيم، حتى أنه ذكر ما ورد في كتب شعراء حِكَماً وفلاسفة كسعدي الشيرازي، وأخيراً نقتطف اليك شيئاً مما ورد في الكتاب عن لقمان:
قالَ لُقمانُ(عليه السلام) لاِبنِهِ: يا بُنَيَّ، إنَّ الحِكمَةَ تَعمَلُ عَشَرَةَ أشياءَ: أحَدُها تُحيِي القُلوبَ المَيتَةَ، وتُجلِسُ المِسكينَ مَجالِسَ المُلوكِ، وتُشَرِّفُ الوَضيعَ، وتُحَرِّرُ العَبيدَ، وتُؤوِي الغَريبَ، وتُغنِي الفَقيرَ، وتَزيدُ لِأَهلِ الشَّرَفِ شَرَفاً، ولِلسَّيِّدِ سُؤدَدا، وهِيَ أفضَلُ مِنَ المالِ، وحِرزٌ مِنَ الخَوفِ، ودِرعٌ فِى الحَربِ، وبِضاعَةٌ حينَ يَربَحُ، وهِيَ شَفيعَةٌ حينَ يَعتَريهِ الهَولُ، وهِيَ دَليلَةٌ حينَ يَنتَهي بِهِ اليَقينُ، وسُترَةٌ حينَ لا يَستُرُهُ ثَوبٌ.
مجلة ولاء الشباب العدد (67)