يعد محمد بن مسلم من الشخصيات المهمّة من أصحاب أئمة أهل البيت(عليهم السلام)، وهذا الاسم يقع على خمسة كلّهم من أَصحاب الإِمام الصادق (عليه السلام)، وهم:
الأَول: صاحب الترجمة، محمّد بن مسلم بن رياح الثقفي.
الثاني: محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري.
الثالث: محمّد بن مسلم بن هرمز الطائفي.
الرابع: محمّد بن مسلم العبدي.
الخامس: محمّد بن مسلم الحميري.
أَما محل الأَهميّة الكبرى بينهم فهو: أَبو جعفر، محمّد بن مسلم بن رياح الثقفي الطائفي، نسبة للطائف، ولم تحدّد المصادر التاريخية سنة ولادته، غير أَنّه من أَعلام القرن الثاني الهجري.
أَقوال الأَئمة (عليهم السلام) والعلماء فيه:
قال الإمام الصادق(عليه السلام): «بشّر المخبتين بالجنّة: بُريد بن معاوية العجلي، وأبو [أبا] بصير بن ليث البختري المرادي، ومحمّد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء أُمناء الله على حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست»[1].
عن محمد بن قولويه بسنده عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد الله(عليه السلام): (انه ليس كل ساعة أَلقاك، ولا يمكن القدوم عليك، ويجئ الرجل من أَصحابنا فيسألني، وليس عندي كل ما سألني عنه، فقال: «ما يمنعك عن محمد بن مسلم فإِنه قد سمع من أَبي، وكان عنده وجيهاً»)[2].
قال العلامة الحلي: (محمد بن مسلم بن رياح، أبو جعفر الأوقص الطحان، مولى ثقيف الأعور، وجه أصحابنا بالكوفة، ورع فقيه، صاحب أبي جعفر وأبي عبد الله(عليهما السلام) وروى عنهما، وكان من أَوثق الناس)[3].
قال الكشّي: (إنه ممن أجمعت العصابة على تصديقه من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله(عليهما السلام) والانقياد له بالفقه، كان من أوثق الناس)[4].
صحب أبا جعفر وأبا عبد الله(عليهما السلام)، وروى عنهما وكان من أوثق الناس، له كتاب يسمى (الأربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام)، توفي محمد بن مسلم سنة خمسين ومائة[5].
المصدر: مجلة اليقين العدد (28)، الصفحة (11).