الحارث الهمداني

  أبو زهير، الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي، المعروف بالحارث الأعور، عاش في الكوفة من أعلام القرن الأوّل الهجري، عاصر الإمام علي، والإمام الحسن(عليهما السلام)، من كبار التابعين الرواة، كان من القرّاء ومن أصحاب الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وخاصته والمتفاني في ولائه، وأخذ العلم عنه(عليه السلام) وقد روى ، وهو أحد العلماء والفقهاء في قومه.

  دخل على الإمام(عليه السلام) ذات يوم مع نفر من الشيعة في قصة معروفة، هذا جزءٌ منها:

  قال الحارث لأمير المؤمنين (عليه السلام): لو كشفتَ -فداكَ أَبي وأُمي- الريب عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا.

  فقال(عليه السلام) كلاماً، ثم قال: خُذْها إِليك يا حارث قصيرة من طويلة، أنت مع مَن أحببت، ولك ما اكتسبت، قالها ثلاثاً(عليه السلام)، فقام الحارث: وهو يجرّ رداءه جذلاً، وقال: لا أُبالي وربّي بعد هذا متى لقيتُ الموت، أو لقيني)

وقال السيد الحميري في ذلك:

قـولُ عـليٍّ لـحارث عـــجبٌ *** كــم ثــمّ أُعـجوبة له حَمَــلا

يـا حـار همدان مَن يمـت يرني *** مــن مـؤمن أو مـنافقٍ قُـبلا[1]

أقوال العلماء فيه:

   ذكره البرقي في أولياء أمير المؤمنين(عليه السلام)، وعده الشيخ في رجاله: بعنوان الحارث الأعور، في أصحاب الحسن(عليه السلام)، وبعنوان الحارث الهمداني في أصحاب عليّ(عليه السلام).

  قال الحافظ الذهبي: الحارث الأعور، ... العلامة الإمام ... كان فقيهاً، كثير العلم على لين في حديثه، حدّث عنه الشعبي، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن مرة، وأبو إسحاق السبيعي وغيرهم.

  وقال أبو بكر بن أبي داود: كان أفقه الناس، وأحسب الناس، تعلَّم الفرائض.

وقال النسائي: ليس به بأس.

وكان الشعبي يكذبه، ثم يروي عنه.

وحديثه موجود في السنن الأَربعة، وروى له الشيخ الكليني في «الكافي» خمس روايات عن الإمام علي (عليه السلام).

توفّي بالكوفة سنة خمس وستين، وقيل غير ذلك.

المصدر: موسوعة طبقات الفقهاء اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق(عليه السلام). ص316.

مجلة اليقين العدد (30)، الصفحة (11).

 


[1] أمالي الشيخ الطوسي: ج٢، ص٢٣٨.