ولادة الرسول (صلى الله عليه وآله)

في السابع عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، بزغ النور الإلهي الأعظم، فانتشر على صفحات النشأة الأولى، وتقشّعت سحب الظلام، وأشرق وجه الدنيا ببسمة الأمل بعد قرون من العبوس والاكتئاب، فتفتحت القلوب وأفاقت العقول وازدانت الأرواح ببهجة التفاؤل، وتطلعت إلى منقذ البشرية من الآلام والمعاناة، ومخلص الأمم من الظُلَم والجهالات، حيث تجرّع الناس غصص الخوف والذلة، وانحسرت عنهم بركات الأرض ومدد السماء.

هل يمكن للمسلمين أن يتصوروا الحياة الدنيا دون هذا الوجود العظيم؟ وهل يمكن للبشرية التي تتطلع إلى ظهور المصلح في آخر الدنيا دون ولادة أصله الكريم؟

ونظرة فاحصة اليوم للمجتمعات التي ظلت في معزل عن هدي الإسلام خير مثال على تلك الحقيقة، فالتفكك الأسري، والتردي الأخلاقي، وانتشار الجرائم، وسيادة المال فوق كل اعتبار.. أمور أصبحت من القوانين السائدة التي يعلمها القريب والبعيد، حتى بدأت عصور الجاهلية الأولى تظهر للعيان بلباس جديد..

فهل يحيط بشكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) المادحون، أو يبلغ حد الثناء عليه الواصفون، وهل يمكن أن نصف مقدار النعمة التي منّ الله بها على عباده بغير ما ذكره القران الكريم حين قال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [1]

شذرات من أخلاقه (صلى الله عليه وآله):

إن من أظهر الصفات التي اتسمت بها شخصية خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله) هي تحليه بالخلق العظيم ولين العريكة، وحسن العشرة، كان يدعو الناس لمكارم الأخلاق والصفات الحميدة، اذ بُعث ليتمم مكارم الأخلاق، ويكون القدوة الحسنة التي تطيب بشذى عطرها النفوس، وتنهل من عذب معينها القلوب، كيف لا وقد قال فيه رب العزة والجلالة: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

ويحسن بنا في هذا المقام أن نذكر شذرات من أخلاقه الرفيعة وآدابه السامية لنجعلها قبلة لنا في سلوكنا ومنارا نهتدي به ونستضيء بنوره، علّنا نحيي بسلوكنا بعض سننه لنحضى بشرف القرب منه ونفوز بعظيم المنزلة لديه، فقد روي عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون)[2]

 اما في تواضعه وحسن عشرته فقد ورد أنه (صلى الله عليه وآله) كان يرقع ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاته ويجلس على الأرض ويركب الحمار ويردف (يركب شخصا خلفه)، ولا يمنعه الحياء أن يحمل ما يأخذه من السوق إلى أهله، ويسلم على من استقبله من غني وفقير، وكبير وصغير، ولا يحقر ما دعي إليه ولو إلى حشف التمر، وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده حتى يكون الرجل هو التارك، وما منع سائلا قط؛ إن كان عنده أعطى وإلا قال: (يأتي الله به)[3].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) في هذا الباب قوله: (خمس لا أدعهن حتى الممات: الأكل على الحضيض (الأرض) مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي) [4]

وقوله (صلى الله عليه وآله): (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلته ولو دُعيت إلى كراع لأجبت)[5].

وقوله (صلى الله عليه وآله): (إن الله تعالى يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيّأ لهم ويتجمّل)[6].

وقوله (صلى الله عليه وآله): (أمَرني ربي بمداراة الناس كما أمَرني بأداء الفرائض)[7].

وقوله (صلى الله عليه وآله): (أمرني ربي بحب المساكين المسلمين منهم)[8].

وقوله (صلى الله عليه وآله): (مروّتنا أهل البيت العفو عمن ظلمنا، وإعطاء من حرمنا)[9].

أما في آدابه وسيرته مع أهله وخدمه، فقد كان (صلى الله عليه وآله) مثالا تفتخر به الإنسانية على اختلاف مشاربها وأذواقها، كيف لا يكون كذلك وهو القائل (صلى الله عليه وآله): (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)[10].

وهو القائل (صلى الله عليه وآله): (إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائه)[11].

فقد كان (صلى الله عليه وآله) لا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا ملبس، وما شتم احداً بشتمة ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنة، ولا لاموا أحدا إلا قال: (دعوه)، وما ضرب خادما له ولا امرأة - بل ما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله- وكان (صلى الله عليه وآله) إذا أصبح مسح على رؤوس ولده وولد ولده، وإذا بُشّر بجارية (ولدت له بنت) قال: ريحانة، ورزقها على الله..

أما مجالسه فلعمري إنها المجالس التي تحن إليها القلوب، وتتمناها النفوس، وتشتاقها الأرواح، حيث روي أنه (صلى الله عليه وآله) كان يقسم لحظاته بين أصحابه، فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية، ولم يبسط رجليه بين أصحابه قط، ومن جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف. مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن (توهن) فيه الحُرم، ولا تنثى فلتأته (نثوته نثوا: أظهرته. والفلتات: الهفوات)، وكان (صلى الله عليه وآله) فيه دائم البشر سهل الخلق لين الجانب، ليس بفظّ ولا غليظ ولا ضحّاك ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مدّاح، لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عثراته ولا عورته ولا يتكلم إلا فيما يرجى ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنّ على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث، وكان (صلى الله عليه وآله) يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه.

في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله):

عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: (أتى أعرابي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): إن منزلي ناء عن منزلك وإني أشتاقك وأشتاق إلى زيارتك وأقدم فلا أجدك وأجد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيؤنسني بحديثه ومواعظه وأرجع وأنا متأسف على رؤيتك، فقال (صلى الله عليه وآله): من زار عليا فقد زارني، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني، أبلغ قومك هذا عني، ومن أتاه زائرا فقد أتاني، وأنا المجازي له يوم القيامة وجبرئيل وصالح المؤمنين)[12].

وفي الحديث المعتبر عن الصّادق (عليه السلام) أنه قال: (إذا زرت جانب النّجف فزر عظام آدم (عليه السلام) وبدن نوح (عليه السلام) وجسم عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فإنك زائر الآباء الأولين ومحمّداً (صلى الله عليه وآله) خاتم النّبيين وعليّاً سيد الوصيين، ان زائره تفتح له أبواب السماء عند دعوته، فلا تكن عن الخير نواما)[13].

زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم ميلاد النبي (صلى الله عليه وآله):

روي أن الإمام الصّادق (عليه السلام) زار أمير المؤمنين (عليه السلام) في اليوم السّابع عشر من ربيع الأوّل بهذه الزّيارة، وعلّمها الثّقة الجليل محمّد بن مسلم الثّقفي (رضوان الله عليه)، فقال: إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) فاغتسل للزّيارة والبس أنظف ثيابك واستعمل شيئاً مِن الطّيب وسر وعليك السّكينة والوقار، فإذا وصلت إلى باب السّلام أي باب الحرم الطّاهر فاستقبل القبلة وقُل الله أكبر ثلاث مرّات ثمّ قل:

اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى خِيَرَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَشيرِ النَّذيرِ السِّراجِ الْمُنيرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الطُّهْرِ الطّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْعَلَمِ الزّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَنْصُورِ الْمُؤَيَّدِ، اَلسَّلامُ عَلى اَبِى الْقاسِمِ مُحَمَّد وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَنْبِياءِ اللهِ الْمُرْسَلينَ، وَعِبادِ اللهِ الصّالِحينَ، اَلسَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الْحافّينَ بِهذَا الْحَرَمِ وَبِهذَا الضَّريحِ الّلائِذينَ بِهِ.

ثمّ ادنُ من القبر وقُل:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ الاَوْصِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِمادَ الاَتْقِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الاَوْلِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الشُّهَداءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا آيَةَ اللهِ الْعُظْمى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خامِسَ أهل الْعَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِدَ الْغُرِّ الُمحَجَّلينَ الاَتْقِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الاَوْلِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الْمُوَحِّدينَ النُّجَباءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خالِصَ الاَخِلاّءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا والِدَ الاَئِمَّةِ الاُمَناءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْحَوْضِ وَحامِلَ اللِّواءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قَسيمَ الْجَنَّةِ وَلَظى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَحْرَ الْعُلُومِ وَكَنَفَ الْفُقَراءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ وُلِدَ فِي الْكَعْبَةِ، وَزُوِّجَ فِي السَّماءِ بِسَيِّدَةِ النِّساءِ، وَكانَ شُهُودَهَا الْمَلائِكَةُ الاَصْفِياُءَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مِصْباحَ الضِّياءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ خَصَّهُ النَّبِيُّ بِجَزيلِ الْحِباءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ باتَ عَلى فِراشِ خاتَمِ الاَنْبِياءِ، وَوَقاهُ بِنَفْسِهِ شَرَّ الاَعْداءِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسامى شَمْعُونَ الصَّفا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ اَنْجَى اللهُ سَفينَةَ نُوح بِاسْمِهِ وَاسْمِ اَخيهِ حَيْثُ الْتَطَمَ الْماءُ حَوْلَها وَطَمى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ تابَ اللهُ بِهِ وَبِاَخيهِ عَلى آدَمَ اِذْ غَوى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فُلْكَ النَّجاةِ الَّذي مَنْ رَكِبَهُ نَجا وَمَنْ تَاَخَّرَ عَنْهُ هَوى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ خاطَبَ الثُّعْبانَ وَذِئْبَ الْفَلا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ عَلى مَنْ كَفَرَ وَاَنابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ ذَوِي الاَلْبابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْحِكْمَةِ وَفَصْلَ الْخِطابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ميزانَ يَوْمِ الْحِسابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فاصِلَ الْحُكْمِ النّاطِقَ بِالصَّوابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمُتَصَدِّقُ بِالْخاتَمِ فِي الِمحْرابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ كَفَى اللهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتالَ بِهِ يَوْمَ الاَحْزابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ اَخْلَصَ للهِ الْوَحْدانِيَّةَ وَاَنابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قاتِلَ خَيْبَرَ وَقالِعَ الْبابِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ دَعاهُ خَيْرُ الاَنامِ لِلْمَبيتِ عَلى فِراشِهِ فَاَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِيَّةِ وَاَجابَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ لَهُ طُوبى وَحُسْنُ مآب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ عِصْمَةِ الدّينِ، وَيا سَيِّدَ السّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْمُعْجِزاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ نَزَلَتْ في فَضْلِهِ سُورَةُ الْعادِياتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ كُتِبَ اسْمُهُ فِي السَّماءِ عَلَى السُّرادِقاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُظْهِرَ الْعَجائِبِ وَالآياتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْغَزَواتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُخْبِراً بِما غَبَرَ وبِما هُوَ آت، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُخاطِبَ ذِئْبِ الْفَلَواتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتِمَ الْحَصى وَمُبَيِّنَ الْمُشْكِلاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلاتِهِ فِي الْوَغا مَلائِكَةُ السَّماواتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ ناجَى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوهُ الصَّدَقاتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا والِدَ الاَئِمَّةِ الْبَرَرَةِ السّاداتِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ الْمَبْعُوثِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ خَيْرِ مَوْرُوث وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْمُتَّقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا غِياثَ الْمَكْرُوبينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُظْهِرَ الْبَراهينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا طه وَيس، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ تَصَدَّقَ في صَلاتِهِ بِخاتَمِهِ عَلَى الْمِسْكينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ الْقَليبِ وَمُظْهِرَ الْماءِ الْمَعينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللهِ النّاظِرَةَ وَيَدَهُ الْباسِطَةَ وَلِسانَهُ الْمُعَبِّرَ عَنْهُ في بَرِيَّتِهِ اَجْمَعينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَمَسْتَوْدَعَ عِلْمِ الاَوَّلينَ وَالاْخِرينَ، وَصاحِبَ لِواءِ الْحَمْدِ، وَساقِيَ اَوْلِيائِهِ مِنْ حَوْضِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا يَعْسُوبَ الدّينِ، وَقائِدَ الْغُرِّ الُمحَجَّلينَ، وَوالِدَ الاَئِمَّةِ الْمَرْضِيّينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى اسْمِ اللهِ الرَّضِيِّ وَوَجْهِهِ الُمضيءِ، وَجَنْبِهِ الْقَوِيِّ، وَصِراطِهِ السَّوِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَى الاِمامِ التَّقِيِّ الُمخْلِصِ الصَّفِيِّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ، اَلسَّلامُ عَلَى الاِمامِ اَبِي الْحَسَنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى اَئِمَّةِ الْهُدى، وَمَصابيحِ الدُّجى، وَاَعْلامِ التُّقى، وَمَنارِ الْهُدى، وَذَوِي النُّهى، وَكَهْفِ الْوَرى، وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقى، وَالْحُجَّةِ عَلى أهل الدُّنْيا وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى نُورِ الاَنْوارِ، وَحُجَّةِ الْجَبّارِ، وَوالِدِ الاَئِمَّةِ الاَطْهارِ، وَقَسيمِ الْجَنَّةِ وَالنّارِ، الُمخْبِرِ عَنِ الاْثارِ، الْمُدَمِّرِ عَلَى الْكُفّارِ، مُسْتَنْقِذِ الشّيعَةِ الُمخْلِصينَ مِنْ عَظيمِ الاَوْزارِ، اَلسَّلامُ عَلَى الَمخْصُوصِ بِالطّاهِرَةِ التَّقِيَّةِ ابْنَةِ الُمخْتارِ، الْمَوْلُودِ فِي الْبَيْتِ ذِي الاَسْتارِ، الْمُزَوَّجِ فِي السَّماءِ بِالْبَرَّةِ الطّاهِرَةِ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ والِدَةِ الاَئِمَّةِ الاَطْهارِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى النَّبَأِ الْعَظيمِ الَّذي هُمْ فيهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَلَيْهِ يُعْرَضُونَ وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ، اَلسَّلامُ عَلى نُورِ اللهِ الاَنْوَرِ، وَضِيائِهِ الاَزْهَرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَحُجَّتَهُ وَخالِصَةَ اللهِ وَخاصَّتَهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ يا وَلِيَّ اللهِ لَقَدْ جاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَاتَّبَعْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَشَرَعْتَ اَحْكامَهُ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ صابِراً ناصِحاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً عِنْدَ اللهِ عَظيمَ الاَجْرِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ دَفَعَكَ عَنْ حَقِّكَ، وَاَزالَكَ عَنْ مَقامِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، اُشْهِدُ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ وَاَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ اَنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاكَ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقُل:

اَشْهَدُ اَنَّكَ تَسْمَعُ كَلامي، وَتَشْهَدُ مَقامي وَاَشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللهِ بِالْبَلاغِ وَالاَداءِ، يا مَوْلايَ يا حُجَّةَ اللهِ يا اَمينَ اللهِ يا وَلِيَّ اللهِ، اِنَّ بَيْني وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ اَثْقَلَتْ ظَهْري، وَمَنَعَتْني مِنَ الرُّقادِ، وَذِكْرُها يُقَلْقِلُ اَحْشائي وَقَدْ هَرَبْتُ اِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاِلَيْكَ، فَبِحَقِّ مِنَ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ، وَاسْتَرْعاكَ اَمْرَ خَلْقِهِ، وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ، وَمُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ، كُنْ لي اِلَى اللهِ شَفيعاً وَمِنَ النّارِ مُجيراً وَعَلَى الدَّهْرِ ظَهيراً .

ثمّ انكبّ أيضاً على القبر وقبّله وقُل:

يا وَلِيَّ اللهِ يا حُجَّةَ اللهِ يا بابَ حِطَّةِ اللهِ، وَلِيُّكَ وَزائِرُكَ وَاللاّئِذُ بِقَبْرِكَ، وَالنّازِلُ بِفِنائِكَ، وَالْمُنيخُ رَحْلَهُ في جِوارِكَ يَسْأَلُكَ اَنْ تَشْفَعَ لَهُ اِلَى اللهِ في قَضاءِ حاجَتِهِ، وَنُجْحِ طَلِبَتِهِ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ، فَاِنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ الْجاهَ الْعَظيمَ وَالشَّفاعَةَ الْمَقْبُولَةَ، فَاجْعَلْني يا مَوْلايَ مِنْ هَمِّكَ وَاَدْخِلْني في حِزْبِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ضَجيعَيْكَ آدَمَ وَنُوح، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى وَلَدَيْكَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلَى الاَئِمَّةِ الطّاهِرينَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه.

ثمّ صلّ ستّ ركعات للزّيارة ركعتين للأمير (عليه السلام) وركعتين لآدم (عليه السلام) وركعتين لِنُوح (عليه السلام) وادعُ الله كثيراً تجب لك إن شاء الله تعالى.

 

لتحميل الملف اضغط هنا


[1] سورة الأنبياء: آية 107.

[2] الكافي: ج2، ص102. 

[3] وسائل الشيعة: ج8، ص500.

[4] وسائل الشيعة: ج12، ص61.

[5] من لا يحضره الفقيه: ج4، ص364.

[6] بحار الأنوار: ج16، ص249.

[7] الكافي: ج2، ص117.

[8] الكافي: ج8، ص8.

[9] بحار الأنوار: ج74، ص141.

[10] وسائل الشيعة: ج14، ص122.

[11] وسائل الشيعة: ج12، ص157.

[12] المزار: ص38.

[13] كامل الزيارات: ص91.