هناك جملة من الآداب التي ذكرتها النصوصُ الشريفةُ، ينبغي لمن قصدَ حجَّ بيت الله الحرام أَن يراعيَها، ونذكر أَهمّها:
1 - التَّهَيُّؤ:
قالَ الإِمامُ الصَّادقُ(عليه السلام) - لِعيسَى بنِ أبي مَنصور -: (يا عيسى، إنّي أُحِبُّ أَن يَراكَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيما بَيْنَ الحَجِّ إلَى الحَجِّ وأَنتَ تَتَهَيَّأُ لِلحَجِّ)[1].
2 – الإِخلاص:
قالَ رَسولُ الله(صلى الله عليه وآله): (يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ يَكونُ فيهِ حَجُّ المُلوكِ نُزْهَةً، وحَجُّ الأَغنِياءِ تِجارَةً، وحَجُّ المَساكينِ مَسأَلَةً)[2].
وقالَ الإِمامُ الصَّادقُ (عليه السلام): (الحَجُّ حَجّانِ: حَجٌّ للهِ، وحَجٌّ لِلنّاسِ، فَمَن حَجَّ للهِ كانَ ثَوابُهُ عَلَى اللهِ الجَنَّةَ، ومَن حَجَّ لِلنّاسِ كانَ ثَوابُهُ عَلَى النّاسِ يَوْمَ القِيامَةِ)[3].
3 - التَّعْجِيل:
قالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): (مَنْ أَرَادَ الحَجَّ فَليَتَعَجَّل،...)[4].
4 - تَعَلُّمُ المَناسِكِ:
قالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): (تَعَلَّمُوا مَناسِكَكُم، فَإِنَّها مِن دينِكُم)[5].
وعَنْ زُرَارَة: قُلتُ لأَبي عَبدِ اللهِ (عليه السلام): (جَعَلَنِيَ اللهُ فِداكَ، أَسأَلُكَ فِي الحَجِّ مُنذُ أَربَعينَ عامًا فَتُفتيني! فَقالَ: يا زُرارَةُ، بَيتٌ يُحَجُّ قَبْلَ آدَمَ(عليه السلام) بِأَلفَي عَام، تُريدُ أَنْ تَفْنَى مَسَائِلُهُ في أَرْبَعينَ عَاماً؟!)[6].
5 - تَطْهِيرُ المَالِ:
قالَ رسولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله): (إِذا حَجَّ الرَّجُلُ بِمال مِن غَيرِ حِلِّهِ فَقالَ: «لَبَّيكَ اللَّهُمَّ لَبَّيكَ» قالَ اللهُ: لا لَبَّيكَ ولا سَعدَيكَ، هذا مَردودٌ عَلَيكَ)[7].
6 – كَثْرَةُ الإِنْفَاق:
قالَ رسولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله): (ما مِنْ نَفَقَة أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ مِن نَفَقَةِ قَصْدٍ، ويُبغِضُ الإِسرافَ إِلّا فِي الحَجِّ والعُمْرَةِ...)[8].
7- التَّزَوُّدُ مِن أَطيَبِ الزَّادِ:
ونَقَلَ الشَّيخُ الصَّدوقُ: إِنّهُ: (كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ (عليهما السلام) إِذا سَافَرَ إِلى مَكَّةَ لِلحَجِّ أوِ العُمرَةِ تَزَوَّدَ مِنْ أَطيَبِ الزَّادِ، مِنَ اللَّوزِ، والسُّكَّرِ والسَّويقِ المُحَمَّصِ(المُحَمَّضِ) والمُحَلَّى)[9].
8 - الدُّعاءُ والصَّلاةُ قَبْلَ الخُرُوجِ:
ينبغي للحاج أَن يغتسلَ قبل السفر، ثم يجمع أَهله بين يديه، ويُصلّي ركعتين، ويَسألُ اللهَ الخيرَ، ويقرأُ آيةَ الكُرْسي، ويحمدُ اللهَ ويُثني عليه، ويُصلّي على النَّبيِّ وآلهِ (عليهم السلام) ويقولُ:
اللَّهُمَّ إِنِّي استَوْدِعُكَ اليَومَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالي وَوُلْدِي، وَمَنْ كانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ، الشاهِدَ مِنْهُمْ والغائِبَ، اللَّهُمَّ احْفَظَنا بِحِفْظِ الإيِمانِ، واحْفَظْ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ اجْعَلنا (اجْمَعْنا) في رَحْمَتِكَ، ولا تَسْلُبْنَا فَضْلَكَ، إِنَّا إِليكَ راغِبُون، اللَّهُمَّ إِنَا نعوذُ بِكَ مِنْ وَعْثاءِ السَفَر، وكآبة المُنْقَلَبِ، وَسُوءِ المَنْظَر في الأَهلِ والمَالِ والوَلَدِ في الدُّنيا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيكَ هَذا الَتَوَجُّهَ، طَلَباً لِمَرْضاتِكَ، وتقرُّباً إِليكَ، اللَّهُمَّ فَبَلِّغْنِي مَا أُؤمِّلُهُ، وأَرجُوهُ فِيكَ وفي أَوليائِكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
يُودّع أَهله وينهضُ ويَقِفُ بالباب، فيسبّح اللهَ بتسبيحِ الزهراء (عليها السلام)، ويقرأُ سورةَ الحمدِ أَمامَهُ، وعن يمينهِ وعن شمالهِ، وكذلكَ آيةُ الكرسي، ثمَّ يقولُ:
إِليكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي، وعَليْكَ خَلَّفْتُ أَهْلِي وَمَالي، وما خَوَّلْتَنِي، وَقَدْ وَثِقْتُ بَكَ، فَلا تُخَيِّبْني، يَا مَنْ لا يُخَيِّبُ مَنْ أَرادَهُ، ولا يُضَيِّعُ مَنْ حَفِظهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمدٍ وآلِهِ، واحْفْظِني فِيمَا غِبْتُ عَنْهُ، ولا تَكِلِني إلى نَفْسِي يا أَرحم الرَّاحِمينَ.
اقرأْ سورةَ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (إِحْدَى عَشرة مرَّة، وسورةَ القَدْر، وآيةَ الكُرْسي، وسورةَ النَّاس، والفلق، ثمَّ امرُرْ بيدِكَ على جميع جسدِك.
9- قبلَ السَّفَر:
التَّصدُّقُ قبلَ السَّفَر، وبعدَها تقولُ:
إنِّي اشتَرَيْتُ بِهذِهِ الصَدَقةِ سَلامَتي، وسَلامَةَ سَفَرِي، وَمَا مَعِي، اللَّهُمَّ احْفَظِني واحْفَظْ مَا مَعِي، وَسَلِّمِني وَسَلِّم ما مَعِي، وَبَلّغِني وَبَلِّغ ما مَعِي، بِبَلاغِكَ الحَسَنِ الجَمِيلِ.