اسمه ونسبه:
عثمان بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب(عليهم السلام).
ولادته:
لم تُحدّد لنا المصادر تأريخ ولادته ومكانها.
أمّه أُمّ البنين(عليه السلام).
روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال: «إنّما سميته عثمان بعثمان بن مظعون أخي»[1].
قال أهل السير: لما قُتل عبد الله بن علي دعا العباس عثمان وقال له: تقدّم يا أخي، كما قال لعبد الله، فتقدم إلى الحرب يضرب بسيفه ويقول:
إني أنـــا عثمــان ذو المفــاخر شيخي علي ذو الفعال الطاهر.
فرماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم فأوهطه ـ أوهطه: أضعفه وأثخنه بالجراحة وصرعه صرعة لا يقوم منها ـ حتى سقط لجنبه، فجاءه رجل من بني أبان بن درارم فقتله واحتز رأسه[2].
قال الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) في زيارة الناحية:
«السلام على عثمان بن أمير المؤمنين سمّي عثمان بم مضعون، لعن الله راميه بالسهم خولي بن يزيد الأصبحي الأيادي والاباني الدارمي».
وجاء في زيارته أيضاً: «السلام عليك يا عثمان بن علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته، فما أجل قدرك، وأطيب ذكرك، وأبين أثرك، وأشهر خيرك، وأعلى مدحك، وأعظم مجدك...»[3].
واللائح من هذه الفقرات أن عثمان بن علي(عليه السلام) كان عارفاً خلوقاً بحيث استحق هذه الصفات النادرة والمدائح التي لا يستحقها إلّا من كان جديراً بها. وجلالة القدر وطيب الذكر وبيان الأثر وشهرة الخير وعلو المدح وعظمة المجد.
ملاحظة:
لم تنقل الكتب والمصادر التاريخية عن عثمان بن علي(عليه السلام) شيئاً سوى ما حدث في يوم عاشوراء، كما فعل التأريخ والمؤرخ مع بني هاشم وكيف اخفوا فضائلهم ومناقبهم، وقد انصف الشافعي: محمد بن إدريس، إذ قيل له: ما تقول: في علي؟ فقال: وما ذا أقول في رجل أخفت أوليائه فضائله خوفا، وأخفت أعداؤه فضائله حسداً، وشاع من بين ذين ما ملا الخافقين[4]. الاعداء والحاقدين والمنافقين فعلوا مع امام الحق علي ذلك كيف مع ولده ومحبيه؟!. إن السبب الأهم هو علو شان الامام، وكمال عظمته ورفعته في سماء المجد والكرامة، وتنمره في ذات الله، والتفاته حول الحق، والتفاف الحق حوله كما قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): «علي مع الحق والحق مع علي يدور حيثما دار»[5].
والحق يعلو ولا يعلى عليه، وللحق دولة وللباطل جولة، فالشمس لا تبقى مغيبة تحت الغيوم وان كانت كثيفة سوداء، فلا بد لليل أن ينجلي، ولابد للحق ان يبدو للتاريخ رغم كل المحاولات البغيضة الحاقدة، والامام نور الله في الأرض: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)[6]، وهذا هو الامر الذي اضطر مناوئيه ومنافسيه أن يعترفوا بفضله القاهر، ومقامه المنيع.
مجلة بيوت المتقين العدد (91)