قالَ عزَّ مِنْ قَاِئل: (وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)[1].
ما هو البرزخُ؟ وهل هو عامٌ لكلِ النّاس؟
البرزخ في اللُّغة هو: الحاجز الفاصل بين شيئين[2].
وأما المراد من البرزخ في الاصطلاح: هو العالم المتوسط بين الموت والقيامة، يُنعّم فيه الميت أَو يُعذّب حتّى تقوم الساعة[3].
والآية ظاهرة الدلالة على أَنّ هناك حياة متوسطة بين حياتهم الدنيوية وحياتهم بعد البعث، قال الإِمام الصادق(عليه السلام) في تفسيرها (البرزخ: القبر، وفيه الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة)[4].
البرزخ هو ذلك العالم الذي يلي عالم الدنيا، وهو أَول منازل الآخرة، حيث تعود فيه الروح للبدن للسؤال ـ بعد أَن فارقته بالموت ـ كما نصّت الكثير من الروايات على ذلك، منها عن زر بن حبيش قال: سمعتُ علياً يقول: إِنّ العبدَ إِذا اُدخل حفرته أَتاه ملكان اسمهما: منكر ونكير، فأول من يسألانه عن ربه، ثم عن نبّيه، ثم عن وليّه، فإن أَجاب نجا، وإِن عجز عذباه)[5].
ووقع الكلام في أَنّ الحياة في البرزخ هل هي عامة لكل النّاس؟ أَم هي خاصة لفئة منهم ـ مَنْ مُحِضَّ الإيمان ومَنْ مُحِضَّ الكفر ـ؟
الجواب: ذهب مشهور العلماء على إِنّه عام لجميع الناس، وأَنّ كل أَنسان يمر بالحياة البرزخية، سواء كان مؤمناً أَو فاسقاً، مسلماً كانَ أَو كافراً، واستدلوا على ذلك بالكتاب وبالسنّة، بينما ذهب بعض العلماء منهم السيد عبد الله شبّر إِلى اختصاص الحياة البرزخية بفئة خاصة من الناس، وهم مَنْ مُحِضَّ الإِيمان محضاً، ومَنْ مُحِضَّ الكُفْرَ مَحْضاً، استناداً لبعض الروايات، أَعرضنا عن ذكرها وعمّا حُملت عليه اختصاراً، فمن أَراد فليراجع المطولات في ذلك.
مجلة اليقين العدد (40)