الشفاعة بشكل عام هي: رحمة يفيضها الله على عباده، عبر وسائط يختارها ويعيّنها سبحانه وتعالى لأهل التوحيد، كما نصّ على ذلك الكتاب العزيز، بقوله: (يومئذٍ لا تنفع الشّفاعة إلّا مَن أذن له الرحمن ورضي له قولاً)[1].
أمّا شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) على وجه الخصوص، فقد أجمعت الأُمّة على أنّ للنبي (صلى الله عليه وآله) الشفاعة في أُمّته؛ لقوله تعالى: (عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً محْمُوداً)[2] وقوله أيضاً: (ولسوف يُعطيك ربّك فترضى)[3].
وفي السُّنَّة النبوية فقد رُوي عن أبي هريرة أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: (كُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُوهَا، فَأَنَا أُرِيدُ، إِنْ شَاءَ اللهُ، أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)[4].
أنواع الشفاعة:
1ـ الشفاعة العظمى لأهل الموقف ليريحهم الله من هذا القيام.
2ـ شفاعته في جماعة من أُمّته أن يدخلوا الجنّة بغير حساب.
3ـ شفاعته في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فيشفع لهم فيدخلون الجنّة.
4ـ شفاعته في أقوام قد أُمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.
5ـ شفاعته في رفع درجات مَن يدخل الجنّة فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم.
6ـ شفاعته أن يؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنّة.
7ـ شفاعته في أهل الكبائر من أُمّته ممَّن دخل النار فيخرجون منها.
من الوسائل التي تُدرك بها الشفاعة
1ـ أن لا يُشرك بالله شيئاً، فمَن أراد أن تناله هذه الشفاعة، فليلْقَ الله غير مُشرك به شيئاً، فإنّ مَن مات وهو مُشرك بالله شيئاً لا تنفعه شفاعة الشافعين.
2ـ الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله).
3ـ إكرام ذرية أهل البيت (عليهم السلام)، وقضاء حوائجهم، والسعي في أُمورهم، والحبُّ لهم بقلبه ولسانه.
4ـ أن لا يكون مُنكراً لأصل من أُصول العقيدة.
5ـ طلب نيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوسيلة من قِبل الله تعالى.
مجلة اليقين العدد (48)