وجودُ أَئمة أَهل البيت(عليهم السلام) في الأمة يمثّل قاعدة استقرار معرفي واجتماعي للمؤمنين؛ لما لهم من عُلْقة وَحْيَانيّةٍ لا توجد في ساحة غيرهم، الأَمر الذي جعل لأَصحابهم امتيازاً علمياً واجتماعياً، وكلٌ بحسب قربه من المعصوم وثقة المعصوم به، ومن أُولئك الأَصحاب المنتخبين لهذا العدد هو زكريا بن آدم.
اسمُهُ وَكُنْيَتُهُ وَنَسَبُهُ:
هو أَبو يحيى زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأَشعري القمّي، ولادته لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إِلّا أَنّه من أَعلام القرن الثالث الهجري، ومن المحتمل أَنّه ولد في قم لأن لقبه (قمّي).
مكانته عند مَنْ أَدركه من المعصومين(عليهم السلام):
کان(رضي الله عنه) من أَصحاب الإِمام الصادق والإِمام الرِّضا والإِمام الجواد(عليهم السلام)، وكان أبوه من أَصحاب الصادق(عليه السلام)، وقد صحب الإِمام الرضا(عليه السلام) في حجّه من المدينة إِلى مكة.
أَقوالُ الأَئِمةِ (عليهم السلام) فيهِ:
عن محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن أَبي خلف، عن محمد بن حمزة، عن زكريا بن آدم، قال، قلت للرِّضا(عليه السلام): إِني أُريد الخروج عن أَهل بيتي فقد كثر السُّفهاء فيهم، فقال: «لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِكَ يُدْفَعُ عَنْهُمْ بِكَ، كَمَا يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِ بَغْدَادَ بِأَبي الحَسَنِ الكَاظِمِ(عليه السلام)»[1].
وعن عليِّ بن المسيب، قال: قلت للرضا(عليه السلام) شقتي بعيدة، ولستُ أَصِلُ إِليكَ في كل وقت، فمِمَنْ آخذ معالم ديني؟ فقالَ: «مِنْ زَكَريّا بنِ آدَمَ القُمّيِّ، المَأْمُونِ عَلى الدِّينِ والدُّنيا»[2].
عَقيدَتُهُ وَرِوايتُهُ للحديثِ:
كانَ(رضي الله عنه) (عارِفاً بِالحَقِّ قائِلاً بِهِ، صابِراً مُحتَسِباً لِلحَقِّ، قائِماً بِما يُحِبُّ للهِ ولِرَسولِهِ، وَمَضى رَحمَةُ اللهِ عَلَيهِ غَيرَ ناكِثٍ وَلا مُبَدِّلٍ، فَجَزاهُ اللهُ أَجرَ نيَّتِهِ وَأَعطاهُ جَزاءَ سَعيِهِ)[3]، وفي ذات الوقت كان(رضي الله عنه) من رواة الحديث في القرن الثالث الهجري، وقد وقع اسمه في أَسانيد عدد من الرِّوايات في الكتب الأَربعة المروية عن الإمامين الرضا والجواد(عليهما السلام).
وفاته:
قيل إن وفاته كانت سنة 220 هـ، والتي هي سنة وفاة الإمام الجواد(عليه السلام)، وكانت وفاته (رضي الله عنه) في قم المقدسة، ودُفن في المقبرة المعروفة اليوم بـ(مقبرة شيخان) بالقرب من حرم السيدة المعصومة(عليها السلام)، وقبره معروف يُزار.
مجلة اليقين العدد (41)، الصفحة (11).