إنما المؤمنون إخوة

كان هناك مجموعة من الناس الطيبين أصحاب القلوب الطاهرة... فمن مرض منهم زاروه... ومن احتاج منهم أعانوه... ومن غاب عنهم سألوا عنه واطمأنوا عليه.

وفي يوم من الأيام مرض رجل منهم اسمه حسن، فذهب إليه أربعون رجلا منهم ليعودوه  أي ليزوروه وهو مريض ، فلما ذهبوا إليه فرح حسن بهذه الزيارة.

سألوه عن حاله فقال لهم: الحمد لله.

ثم قام حسن وطلب من زوجته أن تعدَّ الطعام لضيوفه.

فقالت له زوجته: كم عدد الضيوف؟

قال لها حسن: في حدود الأربعين.

فقالت له زوجته: ليس عندنا طعام يكفي هذا العدد الكبير.

فقال لها حسن: أحضري كل ما عندك من طعام وسيبارك الله في هذا الطعام.

فأحضرت زوجته أرغفة من الخبز... وكان هذا كل ما عندها...

فقال أحد الضيوف: الطعام قليل... ونحن عددنا كبير... وعندي فكرة.

قالوا: ما هي الفكرة؟

قال: علينا أن نطفئ نور المصباح ونقطّع الخبز قطعا صغيرة، فيأكل كل واحد منّا ما يكفيه دون أن يشعر بأي حرج من إخوانه .

قالوا له: إنها فكرة جيدة.

فأحضروا الخبز وأطفأوا نور المصباح ثم جلسوا جميعا ليأكلوا.

وبعد عدة دقائق قال أحدهم: لقد انتهينا من الطعام فهيا لنضيء نور المصباح... وكانت المفاجأة الكبرى.

فقد وجدوا قطع الخبز كما هي لم ينقص منها شيء!!!

وكان السبب في ذلك... إن كل واحد منهم ترك الطعام من أجل إخوانه وفضّلهم على نفسه ولم يأكل لقمة واحدة، وآثر أن يبقى جائعا ليشبع إخوانه.

وهكذا يكون الإيثار بين المسلمين.

فيجب أن نتعلم أولا أن زيارة المريض فيها ثواب عظيم، ونتعلم أيضا أن المؤمن الحقيقي هو الذي يُؤثِر ويفضّل إخوانه على نفسه.

وأن الإيثار بين المسلمين ينشر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع.

المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (62)، صفحة (30)