كُنّيت الصدّيقة الطاهرة زَيْنَب(عليها السلام) بـ(أُمّ كلثوم)، وقيل: إِنها تكنى بـ(أُمّ الحسن)[1]، و تُكنى أَيضاً بـ(أُمِّ المَصائِبِ)، وحقّ لها أن تُسمّى بذلك، فقد شاهَدَت مصيبةَ جدّها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومحنةَ أُمّها فاطمة الزهراء(عليها السلام)، ثمّ وفاتها؛ وشاهدت مقتلَ أَبيها الإِمام عليِّ بن أبي طالب(عليه السلام)، ثمّ شاهدت محنةَ أَخيها الحسن (عليه السلام)، ثمّ قَتْله بالسمِّ، وشاهدت أَيضاً المصيبةَ العظمى، والرزية الكبرى، وهي قتلُ أَخيها الحُسين(عليه السلام) وأَهل بيته، ومِنْ بينِ مَن استشهد في تلك الواقعة الأَليمة ولداها (عَونٌ ومحمّد) مع خالهما الحسين (عليه السلام) وأَمام عينيها، وحُملت أَسيرةً من كربلاء إِلى الكوفة، وأُدخلت على ابن زياد في مجلس الرجال، وقابلها بما اقتضاه لُؤمُ عنصرهِ، وخِسّةُ أَصله من الكلام الخشن الموجع وإظهار الشماتة المُمِضّة، وحُملت أَسيرةً من الكوفة إِلى ابن آكلة الأَكباد بالشام، ورأسُ أَخيها ورؤوس ولدَيها وأَهل بيتها أَمامها على رؤوس الرماح طول الطريق إِلى الشام، حتّى دخلوا دمشق على هذه الحالة، وأُدخلوا على يزيد في مجلس الرجال، وهم مُقرّنون بالحبال.