لإثبات وجود الحُجّة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) دليلان:
الأول: عقلي.
الثاني: نقلي.
أمّا العقلي: فهو أنّ الله تعالى لطيف بعباده، وبمقتضى لطفه لا يترك العباد من دون هادٍ، فلا بدّ أن يُنصّب لهم إماماً يهتدون بيه في كلّ زمان، وفي زماننا الحاضر لا يوجد إمام هادٍ للأمّة غير الحُجّة(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وسيتبيّن ذلك من خلال الدليل النقلي الآتي.
الدليل النقلي: وهو عبارة عن دليل قرآني، وآخر روائي.
أمّا القرآني: ففي قوله تعالى: (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هاد)[1] فالإمام هو الهادي، وقوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناس بِإِمامِهِمْ)[2] فمَن هو إمام زمانك الذي تُدْعى به، أَليس الإمام الحُجّة المنتظر؟! وقوله تعالى: (وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ)[3] والصادقين هم أهل البيت(عليهم السلام) كما سيتبيّن في الأحاديث الآتية.
أمّا الروائي: فقد ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله) قوله: «مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»[4].
وعن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «ولولا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها»، ثمّ قال(عليه السلام): «ولم تخلُ الأرض منذُ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور، أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها»[5].
وعن جابر بن سمره قال: كنت مع أبي عند النبي(صلى الله عليه وآله) فسمعته يقول: «يكون بعدي اثنا عشر أميراً، ثمّ أخفى صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفى رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟ قال: قال: كلّهم من قريش»[6]. ونختم أدلتنا بقول النبي(صلى الله عليه وآله) المصرّح باسمه(عليه السلام): «لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من ولدي، يواطئ اسمه اسمي، يملؤها عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً»[7]، وهناك أدلة روائية كثيرة أُخرى أعرضنا عنها بُغية الإيجاز.
مجلة اليقين العدد (58)