السؤال: ما هو الدليل على أفضلية الزهراء (عليها السلام) على أنها سيدة نساء العالمين وأفضليتها على مريم (عليها السلام)، والقرآن يقول في حق مريم (عليها السلام): (إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)[1]، ألا يدل هذا على أنها أفضل النساء من الأولين والآخرين؟
يمكن بيان ذلك من خلال عدة وجوه:
1ـ ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، أنه قال: «إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة»، وهذا القول يحمل نفس معنى أن فاطمة(عليها السلام) سيدة نساء العالمين؛ لان الجنة فيها المؤمنات والقديسات الطاهرات فقط، فتكون فاطمة(عليها السلام) سيدتهن فمن باب الأولوية تكون فاطمة(عليها السلام) سيدتهن في الدنيا كما هي سيدتهن في الآخرة.
2- إن الرسول (صلى الله عليه وآله) هو الذي أخبرنا بالآية القرآنية التي تفضّل مريم(عليها السلام) على نساء العالمين، وهو أيضاً أخبرنا أن فاطمة(عليها السلام) سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، ومريم(عليها السلام) سيدة نساء عالمها، فعن ابن عباس أن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال في حق فاطمة(عليها السلام): (إنها سيدة نساء العالمين)، فقيل يا رسول الله(صلى الله عليه وآله) أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال (صلى الله عليه وآله): ذاك لمريم بنت عمران، فأما ابنتي فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وإنها لتقدم من محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم (عليها السلام) فيقولون: يا فاطمة «إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ»[2] فيكون الحديث بمثابة تحديد لإطلاق كلمة العالمين.
3- وردت كلمة التفضيل على العالمين لمجموعة من الأنبياء(عليهم السلام) قال تعالى: (وَإِسمَاعِيلَ وَاليَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلنَا عَلَى العَالَمِينَ)[3].
ولكن لا أحد يقول بان هؤلاء الأنبياء أفضل من نبينا محمد(صلى الله عليه وآله)، فيكون المعنى: إن هؤلاء الأنبياء(عليهم السلام) أفضل أنبياء زمانهم.
4- استدل الكثير من العامة والخاصة بأفضلية فاطمة(عليها السلام) على مريم(عليها السلام) بما تواتر عن أبيها(صلى الله عليه وآله)من قول: «فاطمة بضعة مني، فمن اغضبها اغضبني»[4] فهي من نور أبيها وكونها لحمه ودمه فهو خاتم الرسل فتكون ابنته أفضل من ابنة عمران.
5ـ ويمكن الاستدلال على أفضلية فاطمة(عليها السلام) من خلال قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً)[5].
حيث أكّد التطهير بالمصدر بخلاف ما قال في حق مريم (عليها السلام) حيث لم يُؤكدّ التطهير، فقال (وطهّرك) ومن المعلوم أن الطهارة مراتب ودرجات، فالذي ثبت لفاطمة (عليها السلام) أعلاها بخلاف مريم (عليها السلام)، وهناك وجوه أخرى لإثبات الأفضلية، ونحن نكتفي بهذا المقام.
مجلة اليقين العدد (35)