عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث

اسمه ونسبه: عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي.

ولادته: لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته.

أخباره:

كان شاعراً، بليغاً، شجاعاً، دافع عن إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) في أشعاره، وعارض الخلافة التي حكمت بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وورد المدائن مع عليّ(عليه السلام)، وسكن الكوفة ملازماً أمير المؤمنين(عليه السلام)، وذمّ بني اُمية في شعر له عندما طالب الوليد بن عقبة نجائب عثمان بن عفان، ومدح بني هاشم، وذكر سوابق أمير المؤمنين(عليه السلام)، وذمّ عمرو بن العاص الذي اتهم عبد الله بن جعفر ـ في مجلس معاوية ـ بأنه أهل الطرب والغناء والرقص وبرّئ ساحته عن هذه التهمة[1].

موقفه من السلطة الحاكمة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله):

له أشعار كثيرة يشيد فيها أنّ الإمامة بعد النبي(صلى الله عليه وآله) في عليّ(عليه السلام).

قال الشيخ المفيد: وكان عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب خارجاً عن المدينة فدخلها وقد بايع الناس أبا بكر فوقف في وسط المسجد وأنشأ يقول:

ما كنت أحسب هذا الأمر منتقلاً      عن هاشـم ثم منها عن أبي حسن

ألــيس أول من صــلى لقـبلـتهم      وأعـرف النــاس بالآثار والسنن

وآخر النـاس عهــداً بالنـبي ومن    جـبريل عون له بالغـسل والكفن

من فيـه ما فيـهــم لا يمــترون به    وليـس في القوم ما فيه من الحسن

فـما الــذي ردكــم عـــنه فنعلمه     هـــا إن بيعتــكم في أول الفـتن[2].

ودافع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في أشعاره التي أجاب فيها الوليد بن عقبة، وأثبت الوصاية والإمامة لأمير المؤمنين (عليه السلام).

قال ابن أبي الحديد: وقال الوليد بن عقبة - وهو أخو عثمان من أمه ـ يذكر قبض علي (عليه السلام) نجائب عثمان وسيفه وسلاحه:

بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم    ولا تنهــبوه لا تحـــل مــناهـبه

بني هــــاشم كيف الهــوادة بيننا     وعـــند علي درعـــه ونجــائبه

بني هـــاشم كيف التــودد منكم     وبز ابن أروى فيـــكم وحــرائبه

بني هــــاشم إلا تــردوا فإننا           سواء عليـــنا قــاتلاه وســـالبه

بني هاشم إنا ومـــا كان منكم          كصدع الصفا لا يشعب الصدع شاعبه

قتــلتم أخي كيما تكـونوا مكانه        كما غــدرت يوما بكسري مرازبه

فأجابه عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بأبيات طويلة من جملتها:

فلا تسألونا سيفكم إن سيفكم           أضيع وألقاه لدى الروع صاحبه

وشبهته كسرى وقد كان مثله             شبيها بكسرى هديه وضرائبه

أي كان كافرا، كما كان كسرى كافرا.

وكان المنصور إذا أنشد هذا الشعر يقول: لعن الله الوليد هو الذي فرق بين بنى عبد مناف بهذا الشعر[3].

وقال الجاحظ: (...فهذه الأخبار، وأما الاشعار المروية فمعروفة كثيرة منتشرة، فمنها قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب مجيباً للوليد بن عقبة بن أبي معيط:

وإن ولي الله بعـــد محمــــــد           علي وفى كل المواطــن صاحبه

وصي رسول الله حقــا وصنوه          وأول من صلى ومن لان جانبه[4]

الوفاة: ذكر المؤرخون أنه استشهد في كربلاء مع الإمام الحسين(عليه السلام).

مجلة بيوت المتقين العدد (72)

 


[1] اُنظر تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر: ص29 ـ 72.

[2] الجمل للشيخ المفيد: ص58.

[3] شرح النهج ـ ابن أبي الحديد ج1، ص270.

[4] العثمانية لجاحظ: ص293.