من الديانات الغريبة في هذا العالم التي أوجدها الإنسان لنفسه هي الحركة الخلّاقة (الديانة الإبداعية)، فقد ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية حركة منظمة تدّعي وتؤمن بأنّ العِرق الأبيض من الإنسان هو العنصر الأساس في هذا الكون، وكلّ شيء خلق من أجله ولخدمته، وصنّفت هذه الحركة بأنّها حركة إلحادية تابعة للنازيين الجدد؛ لأنّها لا تؤمن بوجود إله يُعبد، وهي معادية لجميع الديانات كالإسلام والمسيحية واليهودية، وليس ذلك فحسب، بل معادية للسامية وجميع أطياف البشر وتؤيد فقط القومية البيضاء، وتدعو إلى دين خاص بالبيض. علماً أنّ لفظة (الخالق) في اسم الحركة لا تُشير إلى إله يعبد من قِبل هذه المجموعة أو الحركة كما هو واضح مما تقدّم، بل يُشير إلى أنفسهم أي: البيض الأوربيين الأصل، وكانت تسمية هذه الحركة بـ(كنيسة الخالق)، ثمّ بعد ذلك سُمّيت بـ(الحركة الخلّاقة).
شعار الحركة
يسمّى هذا الشعار بعلم الإبداع.
فيرمز الحقل الأحمر إلى النضال من أجل البقاء والتوسع وتقدّم العِرق الأبيض تحت عقيدة وبرنامج الإبداع، في حين أنّ المثلث الأبيض على اليمين يمثّل مجيء عالم أكثر بياضاً وإشراقاً، وحرف (w) لتقف على العِرق الأبيض، ويمثّل التاج أنّ المبدعين هم النخبة، والهالة فوق التاج هي رمز للعرق كونها فريدة ومقدّسة فوق كلّ القيم الأخرى.
مؤسس هذه الحركة:
المؤسس هو (بيرنهارد كلاسن) وهو أمريكي من أصل مينوناتي ألماني يعرف بأنّه مؤسس الديانة الإبداعية ولد في يوم (20) فبراير 1918م في (مولوتشنا) في جمهورية أوكرانيا الشعبية، نال شهادة الهندسة الكهربائية في البداية، وبعد ذلك أصبح سياسياً تابع للحزب الجمهوري الأمريكي عن ولاية فلوريدا ودعم الحملة الرئاسية للمرشح الجمهوري جورج والاس، ثمّ ترك حزب الجمهورية وأسس الديانة الإبداعية تحت اسم (كنيسة الخالق)، والتي كانت تؤمن بالفاشية للناس أصحاب البشرة البيضاء، وبأنّ الطبيعة تفضّل الناس ذوي البشرة البيضاء، توفي في يوم (6) أغسطس 1993م في (أوتو) في ولاية كارولينا الشمالية منتحراً.
معتقدات هذه الحركة:
إنّ معتقدات هذه الحركة مبنية على الفصل العنصري والتفوّق للعنصر الأبيض الأوروبي على سائر العناصر الأخرى، ممّا أدى إلى نشوء العداء بين هذه الحركة وبين سائر البشر؛ ولذا يتم تعليم المنتمين للحركة على كره غير البيض، وتجنب التفاعل معهم اجتماعياً، وأنّ العِرق هو دينهم، وأنّ العرق الأبيض هو أرقى الطبيعة، والاعتقاد بأنّ الولاء العِرقي هو المتعالي وأنّ البقاء والتوسع والتقدّم للجنس الأبيض على الأرض هو الفضيلة العليا، بالإضافة إلى أنّهم يعتقدون أنّ الثقافة الأمريكية أصبحت أكثر انحطاطًا، ويستندون بذلك على (جرائم السود، وتزايد قبول الشذوذ الجنسي، والزواج بين الأعراق، وزيادة تعاطي المخدرات، وانعدام الهوية العرقية بين الناس البيض)، ويعتقدون أيضاً أنّ الشعب اليهودي يعمل من أجل استعباد جميع الأجناس، ولا سيّما الجنس الأبيض.
نماذج من العنف الذي مارسته الحركة:
ـ حرق طفلة مسيحية خلال أعمال العنف ضدّ المسيحيين في ولاية أوريسا سنة 2008م.
ـ من مجرمين هذه الحركة هو (بنجامين ناثانييل سميث) هو قاتل مترصد ونازي جديد أمريكي ولد في يوم (22) مارس 1978م في بلدة (ويلميت) في (إلينوي) في الولايات المتحدة، وقد كان عضو في الكنيسة الإبداعية، كان لبنجامين فكر عدائي تجاه الأقليات من اليهود والسود والآسيويين وقام بقتل أربعة منهم عن الطريق الإطلاق النار من خلال سيارته، وبداية من يوم الجمعة (2) يوليو 1999م بدأ سميث بمحاولات اغتيالاته؛ إذ قام في بإصابة تسعة يهود أرذثوكس في (ويست ريدج) في شيكاغو، ثمّ انتقل بسيارته إلى جامعة نورث وسترن وقام هناك باغتيال مدرب كرة سلة سابق أمريكي أسود، أصبح بعد ذلك مطلوب من قِبل الحكومة الفيدرالية الأمريكية ممّا أدى لتنقله في كلّ من (أوربانا) و(سبرينغفيلد) و(ديكادور) وقام هناك بإصابة مسؤول أمريكي أسود، وفي يوم الأحد (4) يوليو انتقل إلى (بلومنغتون) وقام هناك بقتل طالب كوري في الاقتصاد اسمه وون جون يون كان في طريقه للذهاب إلى الكنيسة الميثودية الموحدة. وغيرها من مظاهر العداء للبشرية[1].
المصدر: مجلة اليقين العدد (70)