الوردة المغرورة

يحكى أنّه عاشت في أحد الأيام وردة جميلة في وسط صحراء قاحلة، وكانت الوردة فخورة بنفسها كثيرًا ومغترّة بجمالها، لكنّ أمراً وحيداً كان يزعجها، ألا وهو وجود صبّارة قبيحة بجانبها، ففي كلّ يومٍ كانت الوردة تشتم الصبّارة وتعايرها بقبحها وبشاعة مظهرها، في حين لم تنبس الصبارة ببنت شفة، وكانت تلتزم الصمت والهدوء، حاولت النباتات الأخرى تقديم النصح للوردة وإعادتها إلى صوابها لكن بلا جدوى، وهكذا حتى حلّ الصيف واشتدّت الحرارة والجفاف، فبدأت الوردة تذبل وجفّت أوراقها وفقدت ألوانها الزاهية النضرة، نظرت الوردة إلى جارتها الصبّارة، ورأت حينها طائراً يدنو منها ويدسّ منقاره فيها ليشرب بعضاً من الماء المخزّن فيها، وعلى الرغم من خجلها الشديد من نفسها، طلبت الوردة من الصبارة أن تعطيها بعض الماء لتروي عطشها، فوافقت الصبّارة في الحال، وساعدت جارتها على الصمود والنجاة في هذا الحرّ والجفاف الشديدين.
العبرة المستفادة من القصة:
إيّاك والحكم على الآخرين من مظهرهم، فأنت لا تدري متى قد تحتاج لعونِهم.  
المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (95)، صفحة (30)