1- عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، قَالَ: (الذِّكْرُ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وآله) ونَحْنُ أَهْلُه الْمَسْؤُولُونَ) قَالَ قُلْتُ قَوْلُه: (وإِنَّه لَذِكْرٌ لَكَ ولِقَوْمِكَ وسَوْفَ تُسْئَلُونَ) قَالَ: (إِيَّانَا عَنَى ونَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ونَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ)[1].
2- عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ سَأَلْتُ الرِّضَا (عليه السلام) فَقُلْتُ لَه: جُعِلْتُ فِدَاكَ (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)؟ فَقَالَ: (نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ونَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ)، قُلْتُ: فَأَنْتُمُ الْمَسْؤُولُونَ ونَحْنُ السَّائِلُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ) قُلْتُ: حَقّاً عَلَيْنَا أَنْ نَسْأَلَكُمْ؟ قَالَ: (نَعَمْ) قُلْتُ: حَقّاً عَلَيْكُمْ أَنْ تُجِيبُونَا؟ قَالَ: (لَا ذَاكَ إِلَيْنَا إِنْ شِئْنَا فَعَلْنَا وإِنْ شِئْنَا لَمْ نَفْعَلْ أمَا تَسْمَعُ قَوْلَ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى: (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ)) [2].
3- عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ قَوْلَ الله عَزَّ وجَلَّ: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، أَنَّهُمُ الْيَهُودُ والنَّصَارَى؟ قَالَ: (إِذاً يَدْعُونَكُمْ إِلَى دِينِهِمْ)، قَالَ: قَالَ: بِيَدِه إِلَى صَدْرِه (نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ونَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ)[3].
4- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى الرِّضَا (عليه السلام) كِتَاباً فَكَانَ فِي بَعْضِ مَا كَتَبْتُ: (قَالَ الله عَزَّ وجَلَّ: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وقَالَ الله عَزَّ وجَلَّ: (وما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ولِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) فَقَدْ فُرِضَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْأَلَةُ ولَمْ يُفْرَضْ عَلَيْكُمُ الْجَوَابُ قَالَ قَالَ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواه))[4].
5- عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فِي قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)، (قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): الذِّكْرُ أَنَا والأَئِمَّةُ أَهْلُ الذِّكْرِ، وقَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: وإِنَّه لَذِكْرٌ لَكَ ولِقَوْمِكَ وسَوْفَ تُسْئَلُونَ) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): (نَحْنُ قَوْمُه ونَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ)[5].
الشرح:
قوله: (قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): الذِّكْرُ أَنَا والأَئِمَّةُ أَهْلُ الذِّكْرِ) سُمّيَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكراً لأنّه يذكّر بالوعظ والنصيحة، كما سُمّيَ بشيراً ونذيراً لأنّه يبشّر بالثواب وينذر بالعقاب، ويُذكر أنّ لله تعالى ألفَ اسم، وللنبيّ (صلى الله عليه وآله) كذلك وورد ذكر بعضها في الآيات والروايات.
وينبغي أن يُعلم أنّ الذّكر يطلق على القرآن أيضاً لأنه موعظة وتنبيه، فلو فسّر الذّكر بالقرآن لكان أيضاً صحيحاً، وكان الأئمة (عليهم السلام) أهل الذّكر، لكن التفسير الأوّل لكونه من صاحب الشرع مقدّم عليه، ومثل هذا التفسير مرويُّ من طرق العامّة أيضاً.
قال صاحب الطرائف: روى الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي في الكتاب الذي استخرجه من التفاسير الاثني عشر وهو من علماء المذاهب الأربعة في تفسير قوله تعالى: (فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون) بإسناده إلى ابن عباس قال: أهل الذكر يعني أهل بيت محمّد (صلى الله عليه وآله) عليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهم السلام)، وهم أهل العلم والعقل والبيان، وهم أهل بيت النبوّة، ومعدن الرّسالة، ومختلف الملائكة، والله ما سمّى الله المؤمن مؤمناً إلّا كرامة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وروي هذا الحديث من طريق آخر عن سفيان الثوري عن السدّي عن الحارث.
قوله: (وإِنَّه لَذِكْرٌ لَكَ ولِقَوْمِكَ وسَوْفَ تُسْئَلُونَ) عطف على قول الله تعالى، والضمير المنصوب راجع إلى القرآن، وفسّر الذّكر هنا بالشرف، يعني أنّ القرآن بالشرف لك ولقومك، وسوف تسألون يوم القيامة عنه، وعن القيام بأمره، وتبليغه، وحفظ ما فيه.
قوله قال أبو جعفر (عليه السلام): (نَحْنُ قَوْمُه)، أي قوم النبيّ (صلى الله عليه وآله) وإن كان أعمّ منهم لكنّه (عليه السلام) أعرف بمنازل القرآن وموارده، مع ما في الإضافة من إفادة الاختصاص، ونحن المسؤولون عنه يوم القيامة، وفيه على هذا التفسير التفات من الغيبة إلى الخطاب، أو تغليب الحاضرين على الغائب إن دخل النبيّ في المسؤولين.
مجلة بيوت المتقين العدد (55)