ما معنى؟ سبحان الله

التسبيح في اللغة:

معناه تنزيه الله تعالى من الصاحبة والولد، والشبيه، والمثيل، بل تنزيهه عن كلّ ما لا ينبغي له أَن يوصف، وقولك: سَبَّحْتُ الله تسبيحاً، أَي: نزهته تنزيهاً. وسبحان: اسم علَم للتسبيح، يقال: سبّحت الله تسبيحاً وسبحانا، فالتسبيح هو المصدر، وسبحان اسم علَم للتسبيح.. وتفسيره تنزيه الله تعالى من كل سوء[1].

التسبيح في الاصطلاح:

هو تنْزيهُ الله جلَّ ثناؤه من كلِّ سوء، ومعنى التَّنْزيه: هو التبعيد. والعرب تقول: سبحان مِن كذا، أي: ما أبعدَه. وقال الأعشى:

أَقولُ لما جاءني فخـــــرُهُ             سُبحانَ مِنْ علقمةَ الفاخِر

 ومعنى البيت: عجباً لـه إِذَا يَفْخَر، وفي صفات الله (عزّ وجلّ): سُبَّوح. اشتقاقه من الذي ذكرناه أنّه تنَزَّه من كلّ شيء لا ينبغي لـه.

وبعد بيان معنى التسبيح في اللغة والاصطلاح يظهر أنّهما ليس بينهما فرق، فكل واحد منهما ـ اللغوي والاصطلاحي ـ يدل على تنزيل الله تعالى عن كلّ ما لا يليق بساحته المقدّسة وبذاته فتسبيح الله (عزّ وجلّ) هو إبعاد القلوب والأفكار عن أن تظنّ به نقصاً، أو تنسب إليه شرّاً، وتنزيهه عن كلّ عيب نسبه إليه المشركون والملحدون.

الحثّ على التسبيح:

جملة من الروايات حثّت المسلمين على الذكر والتسبيح، ومنها:

عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى الله: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ »[2].

وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ الله العَظِيمِ، سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ»[3].

وقوله:« مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ »[4].

ومن أفضل ما علّمه رسول الله(صلى الله عليه وآله) ابنته الصدّيقة(عليها السلام) هو ذلك التسبيح المعروف بتسبيح الزهراء (عليها السلام): وهو تسبيح يكون عقيب الصلوات، واجبة كانت أو مستحبة، وكذا يُستحبّ عند النوم، وكيفيّته هي: الله‏ أكبر أربع وثلاثون مرّة، ثمّ الحمد للّه‏ ثلاث وثلاثون، ثمّ سبحان اللّه‏ كذلك، فمجموعها مئة[5].

مجلة اليقين العدد (51)


[1] اُنظر: ابن منظور، لسان العرب: ج2، ص471.

[2] الثعالبي، جواهر الحسان في تفسير القرآن: ج1، ص207.

[3] النووي، المجموع: ج4، ص645.

[4] البيهقي، شعب الإيمان: ج1، ص422.

[5] العروة الوثقى، الطباطبائي: ج2، ص616.