ملأني من الفخر والعزة الكثير الكثير وأنا أشاهد أخوتنا المجاهدين وهم يضحّون بأنفسهم ودمائهم استجابة لنداء العقيدة، وهم يأنسون بهدير الأسلحة المختلفة من ألحان القنابل وتغريد البنادق، بل يأنسون بالموت الذي ينقلهم الى رب رحيم غفور وهم يفارقون الدنيا على أجنحة الملائكة، تشيّعهم غبطة المؤمنين الذين لم يلحقوا بهم أن سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
لكني تساءلت في نفسي عندما رأيت بعض الجرحى الأبطال وهم يضمّدون جراحهم، وبعضهم كُسِرتْ يده أو رجله، ترى كيف يستطيع هؤلاء أن يتوضؤوا للصلاة، ومع هذه الضمادات التي يصعب رفعها أو الجروح غير المضمدة؟
سألت أبي عن ذلك فقال: هذه الضمادات تسمى جبيرة، فاذا وضعت على جرح أو قرح أو كسر، لفافة أو ما شابهها، فقد صنعتَ «جبيرة».
فإذا ذهبت الى ساحات الجهاد ورزقني لله وسام شرف وأصابتني جراح ، فكيف اغتسل أو أتوضّأ أو أتيمّم مع وجود الجبيرة؟
ج ـ اذا أمكنك رفع الجبيرة بدون ضرر أو حرج فارفعها، واغسل أو امسح تحتها ما يجب عليك غسله أو مسحه، كلٌ بحسبه.
س - واذا لم يمكن رفع الجبيرة لضررٍ أو حرج؟
ج ـ اِغسل ما حول الجبيرة ممّا يمكنك غسله من البشرة، وامسح على الجبيرة عوضاً عن الجزء المغطّى بالجبيرة، سواءً كان مما يغسل قبل الجبيرة كما لو كانت الجبيرة على ذراع اليد؛ أو ممّا يمسح كما لو كانت على الرجل، ولا حظ ما يأتي:
1 ـ أن يكون ظاهر الجبيرة ـ ذاك الّذي تمسح عليه بيدك المبلولة ـ طاهراً، ولا يهمّك نجاسة باطن الجبيرة الملاصق للجرح.
2 ـ [الأحوط وجوباً أن لا تكون الجبيرة مغصوبة].
3 ـ أن يكون حجم الجبيرة بالمقدار المعتاد والمتعارف والطبيعي لحجم الجرح أو الكسر.
س- واِذا كان حجم الجبيرة أكبر من حجم الجرح؟
ج ـ ارفع المقدار الزائد واغسل ما تحته أو امسحه كل في مورده.
س- واذا لم أتمكّن من رفعه أو كان فيه ضرر على الموضع المصاب؟
جـ لا ترفعه، وتوضأ بالمسح على الجبيرة.
س- واذا كان رفع المقدار الزائد حرجياً أو كان مضراً بالموضع السليم دون الموضع المصاب؟
ج ـ تيمّم بدلاً عن الوضوء اذا لم تكن الجبيرة في مواضع التيمّم وإلا فالأحوط وجوباً الجمع بينهما.
س- وإذا استوعبت الجبيرة تمام وجهي، أو تمام اِحدى يدي أو رجلي، فكيف أصنع في الوضوء؟
ج ـ تتوضّأ بالمسح على الجبيرة.
س- وإذا استوعبت جميع الأعضاء أو معظمها؟
ج ـ الأحوط وجوباً الجمع بين الوضوء مع المسح على الجبيرة، وبين التيمّم.
س- وإذا كان في وجهي أو يدي جرح أو قرح مكشوف بدون لفاف، ولكن الطبيب منعني من إيصال الماء إليه، فكيف أتوضأ؟
ج ـ اغسل ما حوله واترك غسل الموضع المصاب.
س- وإذا كان في وجهي أو يدي كسر مكشوف يضره الماء ولا جرح فيه فكيف أتوضأ؟
ج ـ انتقل من الوضوء الى التيمّم.
س- وإذا كان الجرح المكشوف الذي يضره الماء في احد مواضع المسح، كما اذا كان في الرجل أو الرأس، فكيف أمسح في الوضوء؟
ج ـ انتقل الى التيمّم.
س- وإذا أردت الغسل، وكان في جسدي جرح أو قرح مكشوف؟
ج ـ اترك غسل الجرح أو القرح واغسل ما حوله، أو انتقل الى التيمّم، فلك الخيار في ذلك.
س- واذا كان في جسدي كسر مكشوف فكيف اغتسل؟
ج ـ تيمّم بدل الغسل.