قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها * وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها)[1]. وقال تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)[2]. وقال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ..)[3].
إن أي طريق من طرق الخير وما نحن بصدده يوجب علينا أن نبدأ بأنفسنا كما أمر الله تعالى في آياته المباركة.
فإذا راقبنا أنفسنا وطبّقنا عقائدنا ومعتقداتنا في سلوكنا الشخصي والاجتماعي نكون ممهّدين ومساعدين ومعاونين على تحقّق الأرضية المناسبة لظهور الإمام (عجل الله فرجه الشريف).
وعندنا في الروايات: أنّ من كان على حب العترة الطاهرة(عليهم السلام) ومات قبل ظهور الإمام (عجل الله فرجه الشريف) مات وله أجر من كان في خدمته وضرب بالسيف تحت رايته.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «...فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيداً، ووقع أجره على الله، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النيّة مقام إصلاته لسيفه، فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلاً»[4].
ففي الوقت الذي يطلب منا الدعاء بتعجيل الفرج، نكون مأمورين أيضاً بتهيئة أنفسنا، وبالاستعداد الكامل لأن نكون بخدمته(عجل الله فرجه الشريف)، وإذا عمل كلّ فرد منّا بوظائفه، وعرف حقّ ربّه عز وجل وحقّ رسوله (صلى الله عليه وآله) وحقّ أهل بيته (عليهم السلام)، فقد تمّت الأرضية المناسبة لظهوره (عجل الله فرجه الشريف)، ولا أقل من أنّا أدّينا تكاليفنا ووظائفنا تجاه الإمام (عجل الله فرجه الشريف).