12- المحقق الكركي (قدس سره) (ت 940ه‍)

وقال المحقق الكركي (قدس سره): والطلب إلى البيعة، (أي: طلب القوم من أمير المؤمنين (عليه السلام) البيعة) بالإهانة والتهديد بتحريق البيت، وجمع الحطب عند الباب، وإسقاط فاطمة مُحسنا، ولقد ذكروا - كما رواه أصحابنا - أن هذا الفعل منهم إغراء للباقين بالظلم لهم، والانتقام منهم[1].

وقال: فضلا عن إلزامهم له (عليه السلام) بها، والتشديد عليه، والتهديد بتحريق البيت، وجمع الحطب عند الباب، كما رواه المحدثون والمؤرخون، مثل الواقدي وغيره[2].

وقال أيضاً: إنه قد روى نَقَلةُ الأخبار، ومدونو التواريخ، - ومن تصفَّح كتُبَ السِّيَر عَلِم صحة ذلك -: أن عمر لما بايع صاحبه، وتخلف علي (عليه السلام) عن البيعة جاء إلى بيت فاطمة (عليها السلام) لطلب علي إلى البيعة، وتكلم بكلمات غليظة، وأمر بالحطب ليحرق البيت على من فيه، وقد كان فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) وزوجته وأبناؤه، وممن انحاز إليهم الزبير، وجماعة من بني هاشم[3].

وقال: ولو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى لهما بالأمر، ونص عليهما بالإمامة لما جاز لهما عقوبة الممتنع من البيعة بالتحريق، وكان (أي: وإن كان الممتنع) من أداني القوم وأصاغرهم، فكيف وهما إنما يدعيان الخلافة...[4].

 


[1] نفحات اللاهوت المحقق الكركي: ص130.

[2] المصدر السابق: ص65.

[3] نفحات اللاهوت المحقق الكركي: ص78.

[4] المصدر السابق: ص78.