هَلْ لَقَبُ أَميرِ المؤمنينَ مختصٌّ بعليِّ بنِ أَبي طالبٍ (عليه السلام)؟
أمير المؤمنين لقب خاص بمولانا عليِّ بنِ أَبي طالب (عليه السلام)، فقد ورد عن الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر(عليه السلام): «يَا فُضَيلُ: لَمْ يَتسمَّ بِهذا الاسمِ غيرُ عليّ(عليه السلام) إِلّا مُفْتَرٍ كَذّابٌ...»[1].
وهذا اللقب لُقِّبَ به الإمام علي(عليه السلام) من لدن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وقد خاطبه(صلى الله عليه وآله) بهذا اللقب في عدد لا يستهان به من الأحاديث بلغت حد التواتر، منها: «يا عَلِيُّ، أَنتَ أميرُ المُؤمِنينَ، وإِمامُ المُسلِمينَ، وقائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلينَ»[2].
ومن ذلك ما رواه بسند متصل إلى جعفر بن محمد عن آبائه(عليهم السلام) عن علي(عليه السلام): قال: «قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): (يَا عَليُّ أَنتَ أَميرُ المؤمنين، وإمام المتقين، يا علي أنت سيد الوصيين، ووارث علم النبيين، وخير الصديقين...)»[3].
ولذا حينما خطب الإمام علي(عليه السلام) يوم الشورى فعدّد خصالاً له لم يشركه فيها غيره، محتجّاً عليهم بفضله، فمن جملة ما عدّده قوله لهم: «نشدتكم الله أفيكم أحد قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد المحجلين غيري؟» قالوا: اللهم لا)[4].
ومن طرق العامة نذكر ما رواه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ج1، ص68 عن القاسم بن جندب عن أنس قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «يَا أَنَسُ، اسْكُبْ لِي وَضُوءاً»، قَالَ: فَعَمَدْتُ فَسَكَبْتُ لِلنَّبِيِّ(صلى الله عليه وآله) الْوَضُوءَ فِي الْبَيْتِ، فَأَعْلَمْتُهُ فَخَرَجَ وَتَوَضَّأَ ثُمَّ عَادَ إِلَى الْبَيْتِ إِلَى مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ، فَقَالَ: «يَا أَنَسُ، أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ عَلَيْنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ»[5]، ولذا لا يصحُّ أن يُلقّب بهذا اللقب حتى المعصومين من أبناءه(عليهم السلام) بما فيهم الحسن(عليه السلام) الذي تسنم الخلافة فعلاً بعد أبيه(عليه السلام)؛ لأن الخلافة ليست هي المناط في تصحيح التسمية بهذا اللقب وإن كان صاحبها معصوماً كالحسن(عليه السلام)، بل هو من مختصات الإمام علي(عليه السلام) التي لا يجوز أن يشاركه فيها أحد.
وقد ألّف السيد ابن طاووس كتاباً في تحقيق اختصاص عليٍّ (عليه السلام) بهذا اللقب، وهو كتاب (اليقين باختصاص مولانا علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين).
مجلة اليقين العدد (36)