لعنصر الثقافة عند المرأة أثر كبير على المستوى الذاتي لها وعلى مستوى التعاطي مع الزوج والأسرة وتربية الأولاد، لأن ثقافة المرأة تعني نجاحها في البيت مع الزوج والأسرة والأقرباء والمحيط الاجتماعي، لأن الثقافة بصورة عامة تعطي وضوحاً لمسيرة الإنسان في حياته وتعاملاته مع الآخرين، وتعرّفه خبرات وتجارب الآخرين سلباً أو إيجاباً، ليختار منها الأصلح من الأفسد، وهي في نفس الوقت تنمّي له طاقاته وقدراته وطريقه تفكيره، وعلى هذا الأساس إذا كان الرجل يحتاج إلى عنصر الثقافة في بناء شخصيته ولتحسين علاقاته مع الآخرين فإن المرأة تكون أشد حاجة لذلك العنصر، وكلما تكون المرأة ذات مسؤوليات عديدة كلما اشتدت الحاجة إلى عنصر الثقافة، فالمرأة المتزوجة والتي أنجبت أولاداً مثلاً هي بحاجة أكثر للثقافة، فما لم تكن المرأة على معلومات ثقافية جيدة في العلاقات الزوجية فإنها تخفق في تعاملها مع زوجها، والحال نفسه في قضية تربية الأولاد أو إدارة البيت بصورة عامة.
فالمرأة إذن تحتاج إلى:
1- الثقافة الدينية: لأن الثقافة الدينية والتعاليم الإسلامية تفتح بصيرة المرأة على كل الأمور، وتوقد في نفسها نور الإيمان، وهذه الثقافة كفيلة في عصمة المرأة من خيانة الزوج مثلاً، وهي كفيلة بتعليم المرأة الأسس الصحيحة في التربية وسياسة البيت بالطريقة الناجحة، وهذه الثقافة تنفتح على:
أ- تحسين العلاقة الزوجية: فهناك كم كبير من الروايات التي تقضي على الروتين اليومي بين الزوجين، وتحرك في نفس المرأة روح التجديد والإبداع في زيادة علاقة الحب والمودة بينهما، وتجعل من المرأة متجددة بصناعة الأجواء المؤنسة للزوج، كتغيير روتين الملبس والأثاث وغيرها.
ب- الاهتمام بالنظافة: عامل النظافة من العوامل الفطرية التي تُقبل عليها كل نفس، وهي تحافظ على المظهر الجيد للمرأة امام زوجها وعيالها، وتحافظ صحة وسلامة الأسرة من مخاطر الأمراض وغيرها.
ج- الاهتمام بالتدبير: فالمرأة المؤمنة ناجحة في تدبير المنزل وتقليل الصرف غير المناسب، وهي حريصة على حفظ مال زوجها وصرفه بالطريقة المعقولة، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (حُسْنُ التَّدْبيرِ يُنْمِي قَلِيلَ المَالِ، وَسُوءُ التَّدْبيرِ يُفْني كَثِيرَهُ)[1] .
2- الثقافة العامة: وهي كمال لشخصية المرأة، وجمال لروحها، وزيادة للطاقات الإيجابية فيها، وهي إكساب لمحبة المرأة وزيادة تقديرها وتكريمها، وهذا النوع من الثقافة العامة ينفتح على كثير من الثقافات، وهي رأس مال معنوي يغني المرأة ويزيد في خيرها.
فنتمنى من كل نسائنا وبناتنا أن يتزيّنَّ بزيِّ وزينة الثقافة، وألاّ ينشغلن بمظاهر الموضة والموديل وغيرها، فيضحى الظاهر جذّاباً والباطن خراباً.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (47)
[1] غرر الحكم: 4833.