واقعة الجمل

تعدّ معركة الجمل انشقاقاً آخر بين المسلمين بعد حادثة السقيفة، وأحداثها جرت في البصرة سنة 36 هـ بين أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنصاره، وبين مؤيدي طلحة والزبير أميرا جيش المدينة الذي تقدمته عائشة على ظهر جمل سميت الواقعة به، فبعد مقتل عثمان بن عفان بايع كبار الصحابة علياً(عليه السلام)  لخلافة المسلمين، فانتقل للكوفة جاعلاً منها عاصمة خلافته، فأراد بعض الصحابة وعلى رأسهم طلحة والزبير من الإمام (عليه السلام) أن يقتص من قتلة عثمان لكنه أجلّ الأمر، فقالا أن علياً لم يكن قادراً على إنفاذ القصاص في قتلته، وبعد أربعة أشهر على البيعة رفض طلحة والزبير هذا التباطؤ في أخذ القصاص، فالتقيا في مكة بعائشة واتفقا معها للخروج الى البصرة تمهيدا للقبض على قتلة عثمان، ولكن الحقيقية أن الإمام (عليه السلام) ترك القصاص لعدم ثبوت الحجة على شخص معيّن، وعندما بويِع الإمام (عليه السلام) البيعة من أهالي الأمصار وعزل ولاة وعيّن آخرين، فخاب ظن كل من طلحة والزبير بعد مبايعتهما الإمام (عليه السلام) لأنهما بايعاه طمعا في منصب أثناء ولايته ولم ينالاه، فاتخذا من القصاص لمقتل عثمان ذريعة لعزل الإمام أو قتله، وعائشة معهم، والغريب هي من قالت (اقتلوا نعثلاً فقد كفر)[1]، وبعدها وقعت المعركة وانتهت بهزيمة أصحاب الجمل ومقتل (17 ألفا) من الطرفين، منهم طلحة والزبير، وطالب بالغنيمة بعض المسلمين ممن قاتل في صف الإمام، فقال لهم من يسبي أمه! فزوجات النبي أمهات للمؤمنين، وقال لعائشة (..ما أنصفوك، خدّروا حرائرهم وأبرزوك..)[2] ، فأمر بتجهيزها وارسل معها 40 امرأة وأخاها محمد بن أبي بكر، وهذه الحرب حملت الكثير من الآثار السلبية على المسلمين فلولاها لما كانت حرب صفّين والنهروان، ولا رُميت الكعبة بالمنجنيق.

 


[1] الإصابة في معرفة الصحابة، بن حجر: ج3، ص373.

[2] مروج الذهب، المسعودي: ج2، ص376.