استشهد عبد الرحمن الأنصاري في واقعة عاشوراء الأليمة عام 61 للهجرة دفاعاً عن الإمام الحسين بن علي(عليه السلام) وأهل بيته ونصرة للإسلام ووقوفاً بوجه الحكم الأموي الظالم، سبعةٌ من الصحابة الأجلاء لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومنهم عبد الرحمن الأنصاري.
اسمه ونسبه:
عبد الرحمن بن عبد ربّ الخزرجي الأنصاري.
ولادته: لم نعثر على تاريخ ولادته.
صحبته للنبي الأكرم والإمام علي(عليه السلام):
كان عبد الرحمن صحابي، وقد أدرك النبي(صلى الله عليه وآله)، كما أنه شهد واقعة الغدير، ومن رواة حديث الغدير، ومن مخلصي أصحاب الإمام علي(عليه السلام). قد ورد في الأخبار أن الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) هو الذي علّم عبد الرحمن القرآن وربّاه[1].
ولاؤه لعلي(عليه السلام):
ورد أن الإمام علي(عليه السلام) ناشد الناس في يوم الرحبة من سمع النبي(صلى الله عليه وآله) قال يوم غدير خمّ ما قال إلاّ قام، ولا يقوم إلاّ من سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول، فقام بضعة عشر رجلاً فيهم أبو أيّوب الأنصاري، وأبو عمرة ابن عمرو بن محصن، وأبو زينب، وسهل بن حنيف، وخزيمة بن ثابت، وعبد الله بن ثابت، وحبشي بن جنادة السلولي، وعبيد بن عازب، والنعمان بن عجلان الأنصاري، وثابت بن وديعة الأنصاري، وأبو فضالة الأنصاري، وعبد الرحمن بن عبد ربّ الأنصاري، فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «ألا إنّ الله عزّ وجلّ وليّي وأنا وليّ المؤمنين، ألا فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وأحبّ من أحبّه وابغض من أبغضه وأعن من أعانه»[2].
وقال أبو مخنف حدثني عمرو بن مرة الجملي عن أبي صالح الحنفي عن غلام لعبد الرحمن بن عبد ربّ الأنصاري قال: كنت مع مولاي فلما حضر الناس وأقبلوا إلى الحسين أمر الحسين بفسطاط فضرب، ثم أمر بمسك فميث في جفنة عظيمة أو صحفة قال: ثم دخل الحسين ذلك الفسطاط فتطلى بالنورة قال: ومولاي عبد الرحمن بن عبد ربّ وبرير بن حضير الهمداني على باب الفسطاط تحتك مناكبهما فازدحما أيهما يطل على أثره فجعل برير يهازل عبد الرحمن: فقال له عبد الرحمن: دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل فقال له برير: والله لقد علم قومي اني ما أحببت الباطل شابا ولا كهلا ولكن والله اني لمستبشر بما نحن لاقون والله ان بيننا وبين الحور العين الا ان يميل هؤلاء علينا بأسيافهم، ولوددت انهم قد مالوا علينا بأسيافهم، قال فلما فرغ الحسين دخلنا فأطلينا[3].
استشهاده:
لما كان اليوم العاشر من محرم تقدم نحو الإمام الحسين (عليه السلام) وأستأذن منه للقتال فأذن له، فقاتل حتى قُتل رحمه الله تعالى، ورويّ أنه استشهد في الحملة الأولى يوم عاشوراء.
مجلة بيوت المتقين العدد (92)