الأمالي للشيخ الطوسي (قدس سره)

  الأمالي للشيخ الطوسي (قدس سره)

تحتوي المكتبة الإسلاميّة كتب عدّة بعنوان (الأمالي) أو (المجالس)، وهي عبارة عن محاضرات يُمليها الشيخ على تلاميذه في مجلس، أو في مجالس، وفي أيّام معيّنة، أو في مواسم خاصّة، إما عن ظهر قلبه أو عن كتابه.

وكتاب (الأمالي) للشيخ أبي جعفر الطوسي (قدّس سرّه)، عبارة عن مجالس عُقدت في مشهد الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في النجف الأشرف، كان يُلقيها على تلاميذه، ومن بينهم ولده «أبو علي» الذي أملاها بدوره على تلاميذه فيما بعد. أي أنّ الذي حدّث بها عن المؤلّف هو ولده أبو علي دون غيره ممّن حضر هذه المجالس.

ولد الشيخ الطوسي في شهر رمضان عام 385 هجريّة، في طوس -على الأرجح- وبها نشأ، ولمّا بلغ الثالثة والعشرين من عمره هاجر إلى بغداد، وكانت الزعامة للشيعة الإمامية فيها للشيخ المفيد، فتتلمذ في مجلسه، مدّة خمس سنوات، وكان ممّا درّسه الأصول والكلام، وشرعَ حينذاك في تأليف كتاب (تهذيب الأحكام) وهو أحد الكتب الأربعة في الحديث عند الإمامية.

عدد مجالس الكتاب ستّة وأربعون مجلساً، وهي على قسمين؛ الأوّل يضمّ ثمانية عشر مجلساً، والثاني ثمانية وعشرين، واستغرق إملاؤها جميعاً ثلاث سنين، ابتداءً من شهر ربيع الأوّل سنة 455 هجريّة، إلى شهر صفر 458 هجريّة، بعضها مؤرّخ بالشهر والسنة، وبعضها الآخر باليوم والشهر والسنة.

ضمّ «أمالي الشيخ الطوسي» طائفة من الأحاديث النبويّة الشريفة، وجانباً من السيرة النبوية، وروايات عن الأئمّة(عليهم السلام) في التفسير والحِكَم والمواعظ، وأدعية مأثورة، والتأريخ، حيث تناول الشيخ بعض حوادثه بالتفصيل، كهجرة المسلمين إلى الحبشة، ويوم خيبر، ويوم مؤتة، والخلافة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)، وشهادة الإمام الحسين(عليه السلام).

ومن مختارات الأمالي ما نقله في ص765، عن الإمام السجّاد (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الزموا مودّتنا أهل البيت، فإنّه من لَقيَ الله يوم القيامة وهو يودُّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، والّذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عملُه إلّا بمعرفة حقّنا».

في تفسير قوله تعالى: (ولله الحجّة البالغة)[1]، عن الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّ الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: عبدي أكنتَ عالماً؟ فإنْ قال نعم، قال له: أفلا عملتَ بما علِمتَ؟ وإن قال كنتُ جاهلاً، قال له: أفلا تعلّمتَ حتّى تعمل؟ فيخصمُه، فتلك الحجّة البالغة»[2].

مجلة ولاء الشباب العدد (33)

 


[1] الأنعام: 149.

[2] الأمالي: ص9.