شبة وردها

كيف يكون الإمام علي (عليه السلام) نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟

وحاصل الشبهة من المخالف: أنكم تدعون بأن علياً(عليه السلام) كان في اتحاد نفسي مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولهذا تعتقدون بأن الإمام علياً أفضل من جميع الأنبياء سوى النبي محمد(صلى الله عليه وآله) وكيف يمكن اتحاد شخصين حتى يصبحا نفسا واحدة؟!

وفي مقام الجواب نقول: اتحاد شخصين بالمعنى الحقيقي غير ممكن ومحال عقلاً، ونحن إنما نقول باتحاد نفس النبي (صلى الله عليه وآله) ونفس الإمام علي (عليه السلام) مجازاً.

وبيان ذلك: أن رغبتهما كانت واحدة ونفسيتهما كانت متماثلة، وكانا متشابهين في الفضائل النفسية والكمالات الروحية، إلا ما خرج بالنص والدليل وهو مقام النبوة الخاصة وشرائطها، التي منها نزول الوحي عليه، فإن الوحي النبوي خاص بمحمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) دون علي المرتضى (عليه السلام) وهذا حديث المنزلة شاهد صدق: (إنَّ عَلِيّاً مِنِّي كَهَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّه لَا نَبِيَّ بَعْدِي)[1].

فالإمام علي (عليه السلام) كان في مقام النبوة وليس بنبي، لكن كان تابعاً لشريعة سيد المرسلين، ومطيعا لخاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وآله)، ولذا لم ينزل عليه وحي بل نزل على محمد (صلى الله عليه وآله)، كما أن هارون كان نبياً في زمن موسى بن عمران إلا أنه كان تابعاً ومطيعاً لأخيه موسى (عليه السلام).

 


[1]  الكافي، الكليني: ج8، ص26.