تسمى الآية (61) من سورة آل عمران بآية المباهلة، وهي: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَة الله عَلَى الْكَاذِبِينَ)[1].
كتب النبي (صلى الله عليه وآله) كتاباً إلى "أبي حارثة" أسقف نَجران، دعا فيه أهالي نَجران إلى الإسلام، فتشاور أبو حارثة مع جماعة من قومه وآل الأمر إلى إرسال وفدٍ من كبار نجران و علمائهم لمقابلة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) و الاحتجاج أو التفاوض معه، فوصلوا المدينة والتقوا النبي(صلى الله عليه وآله) ولم يصلوا إلى نتيجة، عندها أقترح عليهم النبي المباهلة ـ بأمر من الله ـ فقبلوا ذلك واتفقوا على اليوم الرابع و العشرين من شهر ذي الحجة السنة العاشرة للهجرة.
وفي اليوم الموعود عندما شاهد وفد نجران أن النبي(صلى الله عليه وآله) قد اصطحب أعزّ الخلق إليه وهم علي بن أبي طالب و ابنته فاطمة و الحسن و الحسين(عليهما السلام)، و قد جثا الرسول(صلى الله عليه وآله) على ركبتيه استعدادا للمباهلة، فانبهر الوفد بمعنويات الرسول(صلى الله عليه وآله) و أهل بيته(عليهم السلام)، و بما حباهم الله تعالى من جلاله و عظمته، فقال لهم أبو حارثة: (إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً لأزاله بها، فلا تباهلوا، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة) فتراجعوا وصالحوا النبي(صلى الله عليه وآله).
ويستحسن للمؤمن أن ينتفع من هذه الحوادث والكرامات النبوية، ليستنير بها في درب الحياة فيباهل نفسه على عهد الله تعالى بالطاعة والانقياد إلى المنهج القويم، الذي جاء به هذا الدين من جميع النواحي الشرعية والاجتماعية والأخلاقية وغيرها، والثبات على السبيل الناصع والطريق الواضح في حبّ أهل البيت(عليهم السلام) والطاعة لهم، وأن لا يرضى المؤمن من نفسه غير ذلك عهداً يعاهدها عليه ويُلزمها به صدقاً وعدلاً.
مجلة ولاء الشباب العدد (31)
[1] آل عمران: 61.