قبل بيان الفرق بينهما لا بدّ من التعرف أولاً على معنى المعجزة وكذلك السحر، ثمّ بعد ذلك نرى ما الفرق بينهما.
فالمعجزة: هي الأمر الحقيقي الخارق للعادة، الذي يعجز عن فعله كل البشر، ويجري على يد النبي في مقام التحدّي، كعصا موسى التي تحوّلت حقيقة إلى حيّة.
والسحر: هو الأمر التخيلي الذي يستطيع مَن تعلّم السحر أن يأتي بمثله أو ما هو أعظم منه، كعصِيّ سحرة فرعون، فإنّها لم تتحوّل إلى ثعابين حقيقة، وإنّما يُخيل للرائي أنّها كذلك.
من خلال التعريفين يمكننا الآن أن نتعرّف على الفرق بينهما فنقول:
1ـ إنّ السحر بحاجة إلى دراسة وتعلّم، بخلاف المعجزة، فإنّها لا تحتاج إلى تعلّم.
2ـ إنّ السحر يمكن معارضته؛ لأنّه نتاج التعليم والتعلّم، بخلاف المعجزة فإنّها لا يمكن معارضتها؛ لأنّها تنبع من قدرة الله المطلقة.
3ـ إنّ السحر لا يقترن بالتحدّي ودعوى النبوّة، بخلاف المعجزة فإنّها تقترن بذلك.
4ـ إنّ السحر محدود من حيث التنوّع؛ لأنّه يستند إلى التعليم والتعلّم، فيكون متحداً في جنسه، ويدور في فلك واحد، ولا يخرج عن نطاق ما تعلّمه أهله ومارسوه؛ ولذا لا يأتون بما يريده الناس والمتفرّجون، بل بما تدرّبوا عليه، بينما المعجزة متنوّعة بحيث لا يمكن الإشارة إلى جامع مشترك بينها، فكل نبي له معجزة معيّنة تختلف عن باقي معاجز الأنبياء.
5ـ إن الأهداف التي يطمح لها السحرة، هي كسب الشهرة والسمعة بين الناس، أو جمع المال والثروة، وغير ذلك، فلا ترى ساحراً سعى إلى نشر منهج أخلاقي أو اجتماعي فيه إنقاذ البشر من الظلم والاضطهاد، ويدعو إلى العفّة والتقوى، بينما الأنبياء يهدفون إلى غايات سامية، وأغراض قيمة[1].
مجلة اليقين العدد (53)
[1] ينظر: العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)، السبحاني: ص124.