أصحاب البصيرة لهم رؤيا صائبة، يضعون أقدامهم على الطريق بوعي ونباهة واختيار ولجميع أعمالهم ومواقفهم جذور اعتقادية وأُسس دينية، وجميع مواقفهم مبدئية لا انتهازية ولا نفعية، وليست منبثقة من التعصب القومي والجاهلي، وهم لا يتأثرون بالدعايات الباطلة الخدّاعة، ولا يستجيبون لسلطان القهر. عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر(عليه السلام): (إنّما مَثَل شيعتنا مَثَل أندر ( يعني بيدراً فيه طعام ) فأصابة آكِل – أي السوس- فنُقّي، ثمّ أصابه آكل فنقّي، حتّى بقي منه ما لا يضرّه الآكل؛ وكذلك شيعتُنا يُميَّزون ويُمحَّصون حتّى تبقى منهم عصابة لا تضرّها الفتنة)[1]. وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (...أنّ الله تبارك وتعالى عَلِمَ أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنّهم يرتابون ما أفقدهم حُجّتَه طرفةَ عين، ولَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا عَلَى رَأْسِ شِرَارِ النَّاسِ)[2].