1- عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَسْبَاطٌ بَيَّاعُ الزُّطِّيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَه (عليه السلام) فَسَأَلَه رَجُلٌ عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) قَالَ فَقَالَ: (نَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ والسَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ)[1].
2- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ عُبَيْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) فِي قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)، فَقَالَ: (هُمُ الأَئِمَّةُ (عليهم السلام) (وإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) قَالَ: (لَا يَخْرُجُ مِنَّا أَبَداً)[2].
3- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فِي قَوْلِه تَعَالَى: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) الْمُتَوَسِّمَ وأَنَا مِنْ بَعْدِه والأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِي الْمُتَوَسِّمُونَ)[3].
- وفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بِإِسْنَادِه مِثْلَه: (أنّ المتوسمين الّذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة (عليهم السلام) والسبيل فيهم مقيم).
4- عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنِي أَسْبَاطُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) فَدَخَلَ عَلَيْه رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِيتَ، فَقَالَ لَه: أَصْلَحَكَ الله مَا تَقُولُ فِي قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)، قَالَ: (نَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ والسَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ)[4].
الشرح:
قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)، أي أنَّ في ذلك المذكور في الصيحة على قوم لوط، وجعل عالي مدينتهم سافلها، وإمطار الحجارة عليهم لآيات للمتوسّمين أي الّذين يتوسّمون الأَشياء، ويتفرَّسون في حقائقها، وأسبابها، وآثارها، ويتفكّرون في مبادئها وعواقبها ويثبتون في النظر إليها حتّى يعرفوها بسماتها كما ينبغي.
وقال (عليه السلام): (والسَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ) تفسيره على ما فسّره (عليه السلام) أنَّ تلك القصة وكيفيّتها وكيفيّة حدوثها وأسبابها وآثارها ووخامة عاقبتها مع سبيل مقيم ثابت دائم لا يندرس ولا يبطل إلى يوم القيامة، وذلك السبيل هو الإمامة الثابتة لعترة الرَّسول، وليس المراد به سبيل قرية المعذَّبين وآثارها لأَنّها غير ثابتة أبداً لعترة الرَّسول (عليهم السلام).
وقوله(عليه السلام): (والسَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ)، هو الإمامة لأَنّها سبيل الحقِّ وطريق الجنّة مقيم ثابت فينا أهل البيت لا يزول ولا يندرس أبداً، أشار بذلك إلى أنَّ المراد بالسبيل الإمام والإمامة، لا سبيل القرية كما هو المشهور بينهم .
5- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فِي قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) قَالَ: (هُمُ الأَئِمَّةُ (عليهم السلام) قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّه يَنْظُرُ بِنُورِ الله عَزَّ وجَلَّ فِي قَوْلِ الله تَعَالَى: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)[5].
الشرح:
قال (عليه السلام) في قول الله تعالى: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ)، (هُمُ الأَئِمَّةُ (عليهم السلام))، ثم نقل (عليه السلام) قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو: (اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ) حيث استشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقول الله عزّ وجلّ: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) فالمؤمن ينظر بنور الله تعالى .
والفراسة بالكسر: اسم من قولك تفرَّست فيه خيراً وهو يتفرّس أي: يتثبّت وينظر، والنور: العلم أو حالة نفسانيّة بها يتميّز الخير عن الشرِّ والجيد عن الرَّدي والإضافة إليه تعالى باعتبار أنّه المفيض وهذا القول رواه العامّة أيضاً، قال ابن الأَثير في النهاية: وهو يقال لمعنيين:
أحدهما: ما دلَّ ظاهره وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظنِّ والحدس.
والثاني: نوع يتعلّم بالدَّلائل والتجارب والخلق والأَخلاق فيعرف به أحوال الناس وللناس فيه تصانيف قديمة وحديثة.
مجلة بيوت المتقين العدد (60)